سورة ص تفسير مجالس النور الآية 72

فَإِذَا سَوَّیۡتُهُۥ وَنَفَخۡتُ فِیهِ مِن رُّوحِی فَقَعُواْ لَهُۥ سَـٰجِدِینَ ﴿٧٢﴾

تفسير مجالس النور سورة ص

المجلس الثالث بعد المائتين: نهاية الحياة والمصير المحتوم


الآية (49- 88)


بعد هذا التطواف في واقع الصِّراع بين الحقِّ والباطل وتاريخه الطويل، وما أفرزه من ولاءاتٍ متباينةٍ ومواقف مختلفة، ومجادلات ومساجلات، وأخذٍ وردٍّ، يَعرِضُ القرآن للصورة النهائيَّة التي تنتظر الجميع، والتي تبدأ بانتهاء هذه الحياة، وكما يأتي:
أولًا: يبدأ القرآن بالصورة المُشرِقة والمستبشِرة لعباد الله المؤمنين الذين اجتازُوا هذا الامتحان الكبير، وفازوا بمرضاة الله تعالى ﴿هَـٰذَا ذِكۡرࣱۚ وَإِنَّ لِلۡمُتَّقِینَ لَحُسۡنَ مَـَٔابࣲ﴿٤٩﴾ جَنَّـٰتِ عَدۡنࣲ مُّفَتَّحَةࣰ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَ ٰ⁠بُ ﴿٥٠﴾ مُتَّكِـِٔینَ فِیهَا یَدۡعُونَ فِیهَا بِفَـٰكِهَةࣲ كَثِیرَةࣲ وَشَرَابࣲ ﴿٥١﴾ ۞ وَعِندَهُمۡ قَـٰصِرَ ٰ⁠تُ ٱلطَّرۡفِ أَتۡرَابٌ ﴿٥٢﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِیَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ ﴿٥٣﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَرِزۡقُنَا مَا لَهُۥ مِن نَّفَادٍ﴾.
ثانيًا: يعرِض القرآن الصورةَ الأخرى؛ الصورة المظلمة القاتمة لأولئك الطغاة المعاندين ﴿هَـٰذَاۚ وَإِنَّ لِلطَّـٰغِینَ لَشَرَّ مَـَٔابࣲ ﴿٥٥﴾ جَهَنَّمَ یَصۡلَوۡنَهَا فَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ ﴿٥٦﴾ هَـٰذَا فَلۡیَذُوقُوهُ حَمِیمࣱ وَغَسَّاقࣱ ﴿٥٧﴾ وَءَاخَرُ مِن شَكۡلِهِۦۤ أَزۡوَ ٰ⁠جٌ﴾.
وفي هذه الصورة يعرِض القرآن حوار الطغاة فيما بينهم وتلاوُمهم ﴿هَـٰذَا فَوۡجࣱ مُّقۡتَحِمࣱ مَّعَكُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِهِمۡۚ إِنَّهُمۡ صَالُواْ ٱلنَّارِ ﴿٥٩﴾ قَالُواْ بَلۡ أَنتُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِكُمۡۖ أَنتُمۡ قَدَّمۡتُمُوهُ لَنَاۖ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرَارُ ﴿٦٠﴾ قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدۡهُ عَذَابࣰا ضِعۡفࣰا فِی ٱلنَّارِ﴿٦١﴾ وَقَالُواْ مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالࣰا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ ٱلۡأَشۡرَارِ﴿٦٢﴾ وَقَالُواْ مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالࣰا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ ٱلۡأَشۡرَارِ ﴿٦٣﴾ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ لَحَقࣱّ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّارِ﴾.
ثالثًا: يُؤكِّد القرآن الغاية من بعثة الرسل، وأنّهم إنّما يُبلِّغون رسالةَ الله، ويُذكِّرون الناس بما هم عنه غافلون، يُذكِّرونهم بأجلهم المختوم ومصيرهم المحتوم ﴿قُلۡ إِنَّمَاۤ أَنَا۠ مُنذِرࣱۖ وَمَا مِنۡ إِلَـٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ ٱلۡوَ ٰ⁠حِدُ ٱلۡقَهَّارُ ﴿٦٥﴾ رَبُّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَیۡنَهُمَا ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡغَفَّـٰرُ ﴿٦٦﴾ قُلۡ هُوَ نَبَؤٌاْ عَظِیمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمۡ عَنۡهُ مُعۡرِضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِیَ مِنۡ عِلۡمِۭ بِٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰۤ إِذۡ یَخۡتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾ إِن یُوحَىٰۤ إِلَیَّ إِلَّاۤ أَنَّمَاۤ أَنَا۠ نَذِیرࣱ مُّبِینٌ﴾.
ثم يؤكِّد نزاهة الرسول عن أي غرضٍ دنيويٍّ، وإنّما هي الأمانة والحرص على هدايتهم، وجلب الخير لهم، وإقامة الحجة عليهم ﴿قُلۡ مَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرࣲ وَمَاۤ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُتَكَلِّفِینَ ﴿٨٦﴾ إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرࣱ لِّلۡعَـٰلَمِینَ ﴿٨٧﴾ وَلَتَعۡلَمُنَّ نَبَأَهُۥ بَعۡدَ حِینِۭ﴾.
رابعًا: يذكِّرُ القرآن بقصَّةِ الخلق الأولى، وبعداوةِ إبليس المُبكِّرة لآدم وذريته، وتعهُّدِهِ بالعمل على غواية البشر وحرفهم عن الصراط المستقيم ﴿إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی خَـٰلِقُۢ بَشَرࣰا مِّن طِینࣲ ﴿٧١﴾ فَإِذَا سَوَّیۡتُهُۥ وَنَفَخۡتُ فِیهِ مِن رُّوحِی فَقَعُواْ لَهُۥ سَـٰجِدِینَ ﴿٧٢﴾ فَسَجَدَ ٱلۡمَلَــٰۤىِٕكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ ﴿٧٣﴾ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ ٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ ﴿٧٤﴾ قَالَ یَـٰۤإِبۡلِیسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسۡجُدَ لِمَا خَلَقۡتُ بِیَدَیَّۖ أَسۡتَكۡبَرۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡعَالِینَ ﴿٧٥﴾ قَالَ أَنَا۠ خَیۡرࣱ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّارࣲ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِینࣲ ﴿٧٦﴾ قَالَ فَٱخۡرُجۡ مِنۡهَا فَإِنَّكَ رَجِیمࣱ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَیۡكَ لَعۡنَتِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلدِّینِ ﴿٧٨﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرۡنِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِینَ ﴿٨٠﴾ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡوَقۡتِ ٱلۡمَعۡلُومِ ﴿٨١﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغۡوِیَنَّهُمۡ أَجۡمَعِینَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِینَ ﴿٨٣﴾ قَالَ فَٱلۡحَقُّ وَٱلۡحَقَّ أَقُولُ ﴿٨٤﴾ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ أَجۡمَعِینَ﴾.


﴿هَـٰذَا ذِكۡرࣱۚ﴾ أي: هذا الذي يُتلَى عليكم من القرآن فيه ذِكرُكم وتذكيرُكم.
﴿وَإِنَّ لِلۡمُتَّقِینَ لَحُسۡنَ مَـَٔابࣲ﴾ ألحَقَ المُتقين بالأنبياء في حُسن العاقبة - وهي الجنَّة -؛ جزاءً لاتِّباعهم لهم وحُسن تأسِّيهم بهم.
﴿جَنَّـٰتِ عَدۡنࣲ مُّفَتَّحَةࣰ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَ ٰ⁠بُ﴾ تفسيرٌ لحُسن المآب.
﴿۞ وَعِندَهُمۡ قَـٰصِرَ ٰ⁠تُ ٱلطَّرۡفِ أَتۡرَابٌ﴾ الحُورُ العين، وقاصِراتُ الطرف أي: من الحياء، والأتراب: الأقران من سنٍّ واحدةٍ، فليس فيهنَّ الصغيرة التي لا تعقِل، ولا العجوز التي لا تُرغَب.
﴿إِنَّ هَـٰذَا لَرِزۡقُنَا مَا لَهُۥ مِن نَّفَادٍ﴾ أي: ما لَهُ من انقطاع.
﴿هَـٰذَاۚ وَإِنَّ لِلطَّـٰغِینَ لَشَرَّ مَـَٔابࣲ﴾ شرّ مرجع، والمقصود به: النار وسوء القرار.
﴿جَهَنَّمَ یَصۡلَوۡنَهَا﴾ تفسيرٌ لشرِّ مآب.
﴿فَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ﴾ شبَّهَ النار التي تلفُّهم بالفراش الذي يحتَضِنُ النائم.
﴿حَمِیمࣱ وَغَسَّاقࣱ﴾ الحميم: الماء الحار، والغسَّاق: سائلٌ كريهٌ، قيل: إنّه يتجمَّع من صديد أهل النار، والله أعلم.
﴿وَءَاخَرُ مِن شَكۡلِهِۦۤ أَزۡوَ ٰ⁠جٌ﴾ أي: وعذاب آخر بأصناف عديدة.
﴿هَـٰذَا فَوۡجࣱ مُّقۡتَحِمࣱ مَّعَكُمۡ﴾ أي: داخل جهنَّم معكم، والاقتحام فيه معنى الزحام والشدَّة.
﴿لَا مَرۡحَبَۢا بِهِمۡۚ﴾ أي: غير مُرحَّب بهم، وأصلُ الرَّحب: السَّعَة، وهذا قولُ أهل النار بعضهم لبعض؛ ولذلك ردُّوا عليهم: ﴿بَلۡ أَنتُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِكُمۡۖ﴾.
﴿أَنتُمۡ قَدَّمۡتُمُوهُ لَنَاۖ﴾ هذا قول الأتباع لقادَتِهم؛ لأنّهم كانوا السبب في غوايتهم وإيرادهم هذا المورد الأليم.
﴿وَقَالُواْ مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالࣰا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ ٱلۡأَشۡرَارِ ﴿٦٢﴾ أَتَّخَذۡنَـٰهُمۡ سِخۡرِیًّا أَمۡ زَاغَتۡ عَنۡهُمُ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ﴾ هذا مشهدٌ آخر يُضيفُ إلى مشاهد الحسرة والعذاب لونًا مُختلفًا؛ فهناك عندما كانوا في الدنيا كانوا يسخرون من المؤمنين ويعادونهم، ويظنُّون أنَّهم أشرار وفُجَّار بحسب مقاييسهم المعوجَّة، ثم هم لا يرَونهم اليوم في هذا العذاب!
﴿قُلۡ هُوَ نَبَؤٌاْ عَظِیمٌ﴾ أي: القرآن وما فيه من وعدٍ ووعيدٍ.
﴿مَا كَانَ لِیَ مِنۡ عِلۡمِۭ بِٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰۤ إِذۡ یَخۡتَصِمُونَ﴾ تأكيدٌ لربَّانيَّة الإسلام، وأنّه وحيٌ خالصٌ من الله، وأنّ كلَّ ما جاء في القرآن الكريم من أخبارٍ غيبيَّةٍ فإنّ النبيَّ لا شأن له بها سوى تبليغها عن الله كما أُوحِيَت إليه.
والاختصام المذكور في الملأ الأعلى جاء تمهيدًا لقصة آدم الآتية؛ حيث كان هناك حوارٌ بين الله تعالى وملائكته، وكانت هنالك خصومة من إبليس برفضه السجود لآدم عليه السلام.
﴿فَإِذَا سَوَّیۡتُهُۥ﴾ أتمَمتُ خَلقَه.
﴿وَنَفَخۡتُ فِیهِ مِن رُّوحِی﴾ الروح هنا مُضافة إلى الله من باب إضافة الصَّنعة إلى صانعها؛ فالروح مخلوقة لله، كما نقول: أرضُ الله، وسماءُ الله، وليست هي صِفة قائمة في ذات الله ولا جُزءًا منه، تنزَّه الله عن مُشابَهَة خلقه، وتعالى علُوًّا كبيرًا.
﴿فَسَجَدَ ٱلۡمَلَــٰۤىِٕكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ ﴿٧٣﴾ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ ٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾ بيان أنّ التكبُّر هو سبب المعصية التي هلَكَ بها إبليس، وفي هذا درسٌ للمُتكبِّرين، و﴿إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ﴾ استثناءٌ منقطعٌ؛ لأنّه ليس من جِنس الملائكة، بل هو مِن الجنِّ، وإن كان مشمُولًا معهم بالسجود.
﴿وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾ مع أنّه لا يُنكِر وجود الله ولا ربوبيَّته وألوهيَّته، لكنه أعلَنَ مُخالفَتَه لأمره لا عن غفلةٍ ونسيانٍ، بل عن تكبُّرٍ وطغيانٍ، وهذا درسٌ آخر للذين يؤمنون بوجود الله ثم يرفضون الاحتِكام إلى شريعته.
﴿قَالَ یَـٰۤإِبۡلِیسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسۡجُدَ لِمَا خَلَقۡتُ بِیَدَیَّۖ﴾ أي: من غير واسطة ولا سبب ظاهر، بخلاف ذريَّته التي خلقها من نطفةٍ، ثم من علقةٍ، ثم من مُضغةٍ، ومثل هذا قوله تعالى في خلق الأنعام: ﴿أَوَلَمۡ یَرَوۡاْ أَنَّا خَلَقۡنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتۡ أَیۡدِینَاۤ أَنۡعَـٰمࣰا﴾ [يس: 71]، ولا يبعُد عن هذا قوله تعالى: ﴿وَٱلسَّمَاۤءَ بَنَیۡنَـٰهَا بِأَیۡیْدࣲ﴾ [الذاريات: 47].
وفي سِياق خلق آدم إضافة معنى التشريف والتكريم؛ إذ جاء هذا في مقامِ تأنيب الله لإبليس، كأنّه يقول له: كيف لا تسجُد لمن خلقتُه بيديَّ، وقد أمرتُك بالسجود له؟ ولا شكَّ أنّ هذا المقام مقام مَدحٍ لآدم عليه السلام.
﴿قَالَ أَنَا۠ خَیۡرࣱ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّارࣲ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِینࣲ﴾ هذه وقاحةٌ وحماقةٌ من إبليس؛ فهو من ناحِيةٍ يُقِرُّ بأنّ الله هو الذي خلَقَه وخلَقَ آدم، ومن ناحيةٍ أخرى كأنّه يُريدُ أن يُعلِم الله بموازين التفاضل بين العباد!
﴿قَالَ رَبِّ فَأَنظِرۡنِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ﴾ أي: أخِّرني إلى يوم القيامة.
﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغۡوِیَنَّهُمۡ أَجۡمَعِینَ﴾ هذه وقاحةٌ أخرى؛ إذ أقسَمَ بعزَّة الله أن يُغوِي عبادَ الله عن طاعة الله!
﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِینَ﴾ أي: الذين اصطفاهم الله وحصَّنَهم من الشيطان.
﴿قُلۡ مَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرࣲ وَمَاۤ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُتَكَلِّفِینَ﴾ لأنّ دعوته دعوة ربَّانيَّة خالصة، لا مطمع فيها سوى رضا الله والجنَّة، فهو لا يطلُبُ أجرًا من الناس، ولا يتكلَّف أشياء من نفسه فيُضيفها إلى رسالة ربِّه، بل هو الوحيُ الخالصُ، والأمانةُ النقيَّةُ التي يُؤدِّيها كما تلقَّاها عن ربِّه ﻷ.
﴿وَلَتَعۡلَمُنَّ نَبَأَهُۥ بَعۡدَ حِینِۭ﴾ تأكيدٌ لوعده ووعيده، فيوم الحساب آتٍ لا محالة؛ فمنهم إلى جنَّةٍ ورضوانٍ، ومنهم إلى نارٍ وخُسرانٍ.