يقول تعالى: وما قَدَر هؤلاء المشركون ربَّهم {حقَّ قدرِهِ}: ولا عظَّموه حقَّ تعظيمِهِ، بل فعلوا ما يناقِضُ ذلك من إشراكِهِم به مَنْ هو ناقصٌ في أوصافِهِ وأفعالِهِ؛ فأوصافُهُ ناقصةٌ من كلِّ وجهٍ، وأفعالُهُ ليس عنده نفعٌ ولا ضرٌّ ولا عطاءٌ ولا منعٌ ولا يملِكُ من الأمر شيئاً، فسوَّوْا هذا المخلوقَ الناقصَ بالخالِق الربِّ العظيم، الذي من عظمتِهِ الباهرةِ وقدرتِهِ القاهرةِ أنَّ جميعَ الأرض يوم القيامةِ قبضةٌ للرحمن، وأنَّ السماواتِ على سَعَتِها وعظمها مطوياتٌ بيمينِهِ، فلا عَظَّمه حقَّ عظمته مَنْ سوَّى به غيرَه، ولا أظلمَ منه. {سبحانه وتعالى عما يشرِكونَ}؛ أي: تنزَّه، وتعاظم عن شركهم به.