هذه الآية فيها الإخبارُ عن سعةِ ملكِهِ تعالى ونفوذِ تصرُّفه في الملك في الخلق لما يشاء والتدبير لجميع الأمور، حتى إنَّ تدبيره تعالى من عمومِهِ أنَّه يتناول المخلوقة عن الأسباب التي يباشِرُها العباد؛ فإنَّ النِّكاحَ من الأسباب لولادة الأولاد؛ فالله تعالى هو الذي يعطيهم من الأولاد ما يشاءُ؛ فمِنَ الخلق مَن يَهَبُ له إناثاً، ومنهم من يَهَبُ له ذكوراً، ومنهم من يزوِّجُه؛ أي: يجمع له ذكوراً وإناثاً، ومنهم مَنْ يجعلُه عقيماً لا يولَد له. {إنه عليمٌ}: بكلِّ شيءٍ. {قديرٌ}: على كل شيءٍ. فيتصرَّف بعلمه وإتقانه الأشياء وبقدرتِهِ في مخلوقاته.