{واسأل مَنْ أرْسَلْنا من قبلك من رسِلنا أجعلنا من دونِ الرحمن آلهةً يُعْبَدون}: حتى يكون للمشركين نوعُ حجَّةٍ يتَّبِعون فيها أحداً من الرسل؛ فإنَّك لو سألتهم واستخبرت عن أحوالهم؛ لم تجدْ أحداً منهم يدعو إلى اتِّخاذ إلهٍ آخر مع الله، وأنَّ كلَّ الرُّسل من أوَّلهم إلى آخرِهم يدعون إلى عبادةِ الله وحدَه لا شريك له؛ قال تعالى: {ولقد بَعَثْنا في كلِّ أمَّةٍ رسولاً أنِ اعبُدوا الله واجْتَنِبوا الطاغوتَ}، وكلُّ رسول بعثه الله يقولُ لقومه: {اعبُدوا الله ما لَكُم من إلهٍ غيرُه}، فدلَّ هذا أنَّ المشركين ليس لهم مستندٌ في شركهم لا من عقل صحيح ولا نقل عن الرسل.