أَفَرَءَیۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمࣲ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَـٰوَةࣰ فَمَن یَهۡدِیهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٢٣﴾
تفسير السعدي سورة الجاثية
يقول تعالى: {أَفَرَأَيْتَ} الرجل الضال الذي {اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} فما هويه سلكه سواء كان يرضي الله أو يسخطه. {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} من الله تعالى أنه لا تليق به الهداية ولا يزكو عليها. {وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ} فلا يسمع ما ينفعه، {وَقَلْبِهِ} فلا يعي الخير {وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً} تمنعه من نظر الحق، {فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ} أي: لا أحد يهديه وقد سد الله عليه أبواب الهداية وفتح له أبواب الغواية، وما ظلمه الله ولكن هو الذي ظلم نفسه وتسبب لمنع رحمة الله عليه {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} ما ينفعكم فتسلكونه وما يضركم فتجتنبونه.