أي: وكم من قرية من قُرى المكذِّبين هي أشدُّ قوةً من قريتك في الأموال والأولاد والأعوان والأبنية والآلات، أهلكناهم حين كذَّبوا رُسُلنا، ولم تُفِدْ فيهم المواعظُ؛ فلم نجدْ لهم ناصراً، ولم تغنِ عنهم قوتُهم من عذاب الله شيئاً؛ فكيف حال هؤلاء الضعفاء أهل قريتك إذ أخرجوك عن وطنك، وكذَّبوك وعادَوْك، وأنت أفضل المرسلين وخير الأولين والآخرين؟! أليسوا بأحقَّ من غيرهم بالإهلاك والعقوبة، لولا أنَّ الله تعالى بعثَ رسوله بالرحمة والتأنِّي بكل كافرٍ وجاحدٍ.