سورة
الطور لا تختلف في مضمونها عن سورة
الذاريات حتى كأنّها مُتمِّمةٌ ومُؤكِّدةٌ لها، فهي تبدأ بإثبات اليوم الآخر وما فيه من حسابٍ وثوابٍ وعقابٍ، ثم توجيه الخطاب للمُشركين ومُحاورتهم بهذه العقيدة، وكما يأتي:
أولًا: يُقسِم الله ـ بما له صِلة وثيقة بهذه العقيدة؛ ليؤكِّد صحة العقيدة نفسها
﴿وَٱلطُّورِ ﴿١﴾ وَكِتَـٰبࣲ مَّسۡطُورࣲ ﴿٢﴾ فِی رَقࣲّ مَّنشُورࣲ ﴿٣﴾ وَٱلۡبَیۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ ﴿٤﴾ وَٱلسَّقۡفِ ٱلۡمَرۡفُوعِ ﴿٥﴾ وَٱلۡبَحۡرِ ٱلۡمَسۡجُورِ ﴿٦﴾ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَ ٰقِعࣱ ﴿٧﴾ مَّا لَهُۥ مِن دَافِعࣲ﴾.
ثانيًا: يصِف الله ـ ذلك اليوم الذي تنقلِب فيه الأكوان
﴿یَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَاۤءُ مَوۡرࣰا ﴿٩﴾ وَتَسِیرُ ٱلۡجِبَالُ سَیۡرࣰا﴾.
ثالثًا: يصِفُ الله سبحانه حالَ أهل النار، مُبيِّنًا السببَ الذي أوردَهم هذا المورِد
﴿فَوَیۡلࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ لِّلۡمُكَذِّبِینَ ﴿١١﴾ ٱلَّذِینَ هُمۡ فِی خَوۡضࣲ یَلۡعَبُونَ ﴿١٢﴾ یَوۡمَ یُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴿١٣﴾ هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِی كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٤﴾ أَفَسِحۡرٌ هَـٰذَاۤ أَمۡ أَنتُمۡ لَا تُبۡصِرُونَ ﴿١٥﴾ ٱصۡلَوۡهَا فَٱصۡبِرُوۤاْ أَوۡ لَا تَصۡبِرُواْ سَوَاۤءٌ عَلَیۡكُمۡۖ إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾.
رابعًا: يصِفُ الله تبارك وتعالى أهلَ الجنَّة والمقام الذي هم فيه
﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِینَ فِی جَنَّـٰتࣲ وَنَعِیمࣲ ﴿١٧﴾ فَـٰكِهِینَ بِمَاۤ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ وَوَقَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِیمِ ﴿١٨﴾ كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِیۤـَٔۢا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴿١٩﴾ مُتَّكِـِٔینَ عَلَىٰ سُرُرࣲ مَّصۡفُوفَةࣲۖ وَزَوَّجۡنَـٰهُم بِحُورٍ عِینࣲ﴾، ومِن إتمام نعيمهم أنّه يلحق بهم ذريّاتهم ولو كانوا بمرتبةٍ أقل منهم
﴿وَٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّیَّتُهُم بِإِیمَـٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّیَّتَهُمۡ وَمَاۤ أَلَتۡنَـٰهُم مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَیۡءࣲۚ كُلُّ ٱمۡرِىِٕۭ بِمَا كَسَبَ رَهِینࣱ﴾، ثم يعرِض لجوانب من الأُنس فيما بينهم وما يتجاذَبونه في مجالسهم، وما يتذكّرونه من أيام دنياهم
﴿وَأَمۡدَدۡنَـٰهُم بِفَـٰكِهَةࣲ وَلَحۡمࣲ مِّمَّا یَشۡتَهُونَ ﴿٢٢﴾ یَتَنَـٰزَعُونَ فِیهَا كَأۡسࣰا لَّا لَغۡوࣱ فِیهَا وَلَا تَأۡثِیمࣱ ﴿٢٣﴾ ۞ وَیَطُوفُ عَلَیۡهِمۡ غِلۡمَانࣱ لَّهُمۡ كَأَنَّهُمۡ لُؤۡلُؤࣱ مَّكۡنُونࣱ ﴿٢٤﴾ وَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ یَتَسَاۤءَلُونَ﴿٢٥﴾ قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبۡلُ فِیۤ أَهۡلِنَا مُشۡفِقِینَ ﴿٢٦﴾ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَیۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ ﴿٢٧﴾ إِنَّا كُنَّا مِن قَبۡلُ نَدۡعُوهُۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡبَرُّ ٱلرَّحِیمُ﴾.