يقول تعالى منكراً على مَن عَبَدَ غيره من الملائكة وغيرهم، وزعم أنَّها تنفعه وتشفع له عند الله يوم القيامةِ: {وكم من مَلَكٍ في السمواتِ}: من الملائكة المقرَّبين وكرام الملائكة، {لا تُغْني شفاعتُهم شيئاً}؛ أي: لا تفيد من دعاها وتعلَّق بها ورجاها، {إلاَّ من بعدِ أن يأذنَ الله لمن يشاءُ ويرضى}؛ أي: لا بدَّ من اجتماع الشرطين: إذنه تعالى في الشفاعة، ورضاه عن المشفوع له. ومن المعلوم المتقرِّر أنَّه لا يقبل من العمل إلاَّ ما كان خالصاً لوجه الله، موافقاً فيه صاحبُه الشريعةَ؛ فالمشركون إذاً لا نصيبَ لهم من شفاعة الشافعين؛ [وقد] سدُّوا على أنفسهم رحمة أرحم الراحمين.