سورة الرحمن تفسير السعدي الآية 33

یَـٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ أَن تَنفُذُواْ مِنۡ أَقۡطَارِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ فَٱنفُذُواْۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلۡطَـٰنࣲ ﴿٣٣﴾

تفسير السعدي سورة الرحمن

أي: إذا جمعهم الله في موقف القيامة؛ أخبرهم بعجزهم وضَعْفهم وكمال سلطانِهِ ونفوذ مشيئتِهِ وقدرتِهِ، فقال معجِّزاً لهم: {يا معشر الجنِّ والإنسِ إنِ اسْتَطَعْتُم أن تَنفُذوا من أقطارِ السمواتِ والأرضِ}؛ أي: تجدون مسلكاً ومنفذاً تخرجون به عن ملك الله وسلطانه، {فانفُذوا لا تَنفُذونَ إلاَّ بسلطانٍ}؛ أي: لا تخرجون منه إلاَّ بقوَّةٍ وتسلُّطٍ منكم وكمال قدرةٍ، وأنَّى لهم ذلك وهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرًّا ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً؛ ففي ذلك الموقف لا يتكلَّم أحدٌ إلاَّ بإذنه، ولا تسمعُ إلاَّ همساً، وفي ذلك الموقف يستوي الملوك والمماليك والرؤساء والمرؤوسون والأغنياء والفقراء.