ثم كرَّر ذِكْر عموم إلهيَّته وانفراده بها، وأنَّه المالك لجميع الممالك؛ فالعالَم العلويُّ والسفليُّ وأهله، الجميع مماليكُ لله فقراءُ مدَبَّرون. {القدُّوسُ السلامُ}؛ أي: المقدَّس السالم من كل عيبٍ [وآفة] ونقص المعظَّم الممجَّد؛ لأنَّ القدوس يدلُّ على التنزيه من كل نقص والتعظيم لله في أوصافه وجلاله. {المؤمن}؛ أي: المصدِّق لرسله وأنبيائه بما جاؤوا به بالآيات البيِّنات والبراهين القاطعات والحجج الواضحات. {العزيز}: الذي لا يغالَب ولا يمانَع، بل قد قهر كلَّ شيءٍ، وخضع له كلُّ شيءٍ. {الجبار}: الذي قهر جميع العباد، وأذعن له سائرُ الخلق، الذي يجبرُ الكسيرَ ويغني الفقير. {المتكبِّر}: الذي له الكبرياء والعظمة، المتنزِّه عن جميع العيوب والظُّلم والجور. {سبحان الله عمَّا يشركونَ}: وهذا تنزيهٌ عامٌّ عن كلِّ ما وصفه به من أشرك به وعانده.