وأما ما حرم على أهل الكتاب، فبعضه طيب ولكنه حرم عليهم عقوبة لهم، ولهذا قال:
{وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} وذلك كالإبل، وما أشبهها
{وَ} حرمنا عليهم.
{وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ} بعض أجزائها، وهو:
{شُحُومَهُمَا} وليس المحرم جميع الشحوم منها، بل شحم الألية والثرب، ولهذا استثنى الشحم الحلال من ذلك فقال:
{إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا} أي: الشحم المخالط للأمعاء
{أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ} {ذَلِكَ} التحريم على اليهود
{جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ} أي: ظلمهم وتعديهم في حقوق الله وحقوق عباده، فحرم الله عليهم هذه الأشياء عقوبة لهم ونكالا.
{وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} في كل ما نقول ونفعل ونحكم به، ومن أصدق من الله حديثا، ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون.