سورة الأنعام تفسير مجالس النور الآية 66

وَكَذَّبَ بِهِۦ قَوۡمُكَ وَهُوَ ٱلۡحَقُّۚ قُل لَّسۡتُ عَلَیۡكُم بِوَكِیلࣲ ﴿٦٦﴾

تفسير مجالس النور سورة الأنعام

المجلس السادس والخمسون: التكوين الإيماني للمجتمع المسلم


من الآية (52- 73)


في خضم الحوار مع المشركين يلتفت القرآن إلى الصف المؤمن ليمنحه أسباب الثبات والقوة الإيمانيَّة الذاتيَّة التي تستعصِي على التفكك أو الذوبان مهما كان حجم الضغوطات الخارجية، وتتجلَّى هنا معالم التكوين الإيماني كما رسَمَها القرآن:
المَعْلَمُ الأول: وحدة الصف المؤمن، وعدم التفريط بالمسلم مهما كان حالُه وظرفُه ﴿وَلَا تَطۡرُدِ ٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجۡهَهُۥ ۖ ﴾ وقد كان هذا مطلبًا لبعض أسيَاد قريش؛ أن يطرد الرسول أتباعه من الضعفاء والفقراء حتى تكون الأجواء مهيَّأة لدخول أولئك الأسياد!
المَعلَمُ الثاني: أن وحدة الصف لا تعني ضياع المسؤولية الفردية، فكلُّ فردٍ في هذا الصف مسؤول مسؤولية تامة عن خياراته وتصرُّفاته، لا يختلط هذا بذاك، ولا ذاك بهذا ﴿ مَا عَلَیۡكَ مِنۡ حِسَابِهِم مِّن شَیۡءࣲ وَمَا مِنۡ حِسَابِكَ عَلَیۡهِم مِّن شَیۡءࣲ﴾، ﴿وَمَا عَلَى ٱلَّذِینَ یَتَّقُونَ مِنۡ حِسَابِهِم مِّن شَیۡءࣲ وَلَـٰكِن ذِكۡرَىٰ لَعَلَّهُمۡ یَتَّقُونَ﴾، ﴿وَذَكِّرۡ بِهِۦۤ أَن تُبۡسَلَ نَفۡسُۢ بِمَا كَسَبَتۡ﴾.
المَعلَمُ الثالث: أن الرحمة هي القيمة العليا التي تنظم العلاقات البينيَّة داخل هذا الصف، في ظلال الرحمة الإلهيَّة الشاملة، والرحمة هنا تكميلٌ لمعنى المسؤولية، فالفرد يتحمَّل مسؤوليته كاملة، هذا من حيث العدل والقانون، فإن احتاج إلى معونة من إخوانه أعانوه إلى حدِّ الإيثار بالمال والنفس، وإن احتاج إلى المراجعة وتصحيح الموقف فباب التوبة مفتوح.
فالمسؤوليَّة ليست جامدة بالقدر الذي يسحَق الفرد تحت سطوته، بل هما قيمتان متناغمتان؛ المسؤوليَّة، والرحمة ﴿وَإِذَا جَاۤءَكَ ٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِـَٔایَـٰتِنَا فَقُلۡ سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُمۡۖ كَتَبَ رَبُّكُمۡ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَ أَنَّهُۥ مَنۡ عَمِلَ مِنكُمۡ سُوۤءَۢا بِجَهَـٰلَةࣲ ثُمَّ تَابَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَأَنَّهُۥ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾.
المَعلَمُ الرابع: العلم بالباطل ونهجه ومبتداه ومنتهاه ﴿وَلِتَسۡتَبِینَ سَبِیلُ ٱلۡمُجۡرِمِینَ ﴾ والسبيل: الطريق من أوله إلى آخره، واستبانته للمؤمنين شرط في تكوينهم الإيماني؛ لئلَّا يختلط الحقُّ بالباطل، وطريق الجنة بطريق النار؛ ولذلك قال بعده: ﴿قُل لَّاۤ أَتَّبِعُ أَهۡوَاۤءَكُمۡ قَدۡ ضَلَلۡتُ إِذࣰا وَمَاۤ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِینَ ﴾.
المَعلَمُ الخامس: العلم بطريق الحقِّ ﴿قُلۡ إِنِّی عَلَىٰ بَیِّنَةࣲ مِّن رَّبِّی﴾ وبالتالي فكلُّ من سلَكَ الطريق بلا بينة ولا علم يُخشَى عليه الضلال والتوَهَان في مسارات الباطل.
المَعلَمُ السادس: تنمية الرقابة الذاتيَّة من خلال اليقين بعلم الله المحيط بكل شيء ﴿ وَیَعۡلَمُ مَا فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۚ وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا یَعۡلَمُهَا وَلَا حَبَّةࣲ فِی ظُلُمَـٰتِ ٱلۡأَرۡضِ وَلَا رَطۡبࣲ وَلَا یَابِسٍ إِلَّا فِی كِتَـٰبࣲ مُّبِینࣲ﴾ ومع الرقابة والمحاسبة الذاتيَّة هناك شعورٌ بالطمأنينة والثقة، فليس هنا في هذا العالم مجال للعبث، أو النسيان، أو العشوائية حتى ورقة الشجر الذابِلَة الساقطة! ومن باب أَولَى سلوك هذا الإنسان المكلَّف بعمارة الأرض ﴿وَیَعۡلَمُ مَا جَرَحۡتُم بِٱلنَّهَارِ ﴾.

المَعلَمُ السابع: عقيدة الجزاء الأخروي الدافعة لفعل الخير وتجنُّب الشرِّ ﴿ لِیُقۡضَىٰۤ أَجَلࣱ مُّسَمࣰّىۖ ثُمَّ إِلَیۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ ثُمَّ یُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴿٦٠﴾ وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۖ وَیُرۡسِلُ عَلَیۡكُمۡ حَفَظَةً حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا وَهُمۡ لَا یُفَرِّطُونَ ﴿٦١﴾ ثُمَّ رُدُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّ ۚ أَلَا لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَهُوَ أَسۡرَعُ ٱلۡحَـٰسِبِینَ ﴾، ﴿ أَن تُبۡسَلَ نَفۡسُۢ بِمَا كَسَبَتۡ لَیۡسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِیࣱّ وَلَا شَفِیعࣱ وَإِن تَعۡدِلۡ كُلَّ عَدۡلࣲ لَّا یُؤۡخَذۡ مِنۡهَاۤۗ﴾.
المَعلَمُ الثامن: الإعراض عن مجالس الإثم واللغو الباطل؛ صيانةً للنفس، وحمايةً للمجتمع ﴿وَإِذَا رَأَیۡتَ ٱلَّذِینَ یَخُوضُونَ فِیۤ ءَایَـٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ یَخُوضُواْ فِی حَدِیثٍ غَیۡرِهِۦۚ وَإِمَّا یُنسِیَنَّكَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾.
المَعلَمُ التاسع: العمل على الدعوة والإصلاح وإنقاذ الناس، وهذا المعلم مكمِّلٌ لما قبله حتى لا يكون الإعراض إعراضًا سلبيًّا ﴿كَٱلَّذِی ٱسۡتَهۡوَتۡهُ ٱلشَّیَـٰطِینُ فِی ٱلۡأَرۡضِ حَیۡرَانَ لَهُۥۤ أَصۡحَـٰبࣱ یَدۡعُونَهُۥۤ إِلَى ٱلۡهُدَى ٱئۡتِنَاۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۖ﴾.
المَعلَمُ العاشر: التذكيرُ بالأصل الكلِّي الذي قام عليه هذا الدين، واجتمع عليه هذا الصف، ألا وهو التوحيد ﴿قُلۡ أَنَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا یَنفَعُنَا وَلَا یَضُرُّنَا﴾، ﴿قُلۡ مَن یُنَجِّیكُم مِّن ظُلُمَـٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ تَدۡعُونَهُۥ تَضَرُّعࣰا وَخُفۡیَةࣰ لَّىِٕنۡ أَنجَىٰنَا مِنۡ هَـٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِینَ ﴿٦٣﴾قُلِ ٱللَّهُ یُنَجِّیكُم مِّنۡهَا وَمِن كُلِّ كَرۡبࣲ ثُمَّ أَنتُمۡ تُشۡرِكُونَ﴾، ﴿ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۖ وَأُمِرۡنَا لِنُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ﴿٧١﴾ وَأَنۡ أَقِیمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّقُوهُۚ وَهُوَ ٱلَّذِیۤ إِلَیۡهِ تُحۡشَرُونَ ﴿٧٢﴾ وَهُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّ ۖ وَیَوۡمَ یَقُولُ كُن فَیَكُونُۚ﴾.


﴿یَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِیِّ﴾ بالغداة استعدادًا للعمل، وبالعشي مراجعةً واستغفارًا وتنظيفًا للقلب عما عَلِقَ به.
﴿فَتَنَّا بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ ﴾ قانونٌ كلِّيٌّ في هذا الخلق؛ إذ التفاوُت بين الناس وجهٌ من وجوه الابتلاء والاختبار، إيمانًا وكفرًا، قوةً وضعفًا، غنًى وفقرًا، والحاكم مُبتلى برعيته، والرعية مُبتلاة بحاكمها، والوالد مُبتلى بولده، والولد مُبتلى بوالده، والنجاة إنما تكون بمعرفة واجب كل طرف تجاه الآخر، فالصدقةُ واجبُ الغنيِّ، والرحمةُ واجبُ القويِّ، والقناعةُ واجبُ الفقيرِ، والدعوةُ واجبُ الداعِي، والإصغاءُ واجبُ المدعُو، وهكذا.
﴿وَإِذَا جَاۤءَكَ ٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِـَٔایَـٰتِنَا فَقُلۡ سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُمۡۖ ﴾ السلام العام والشامل، وهو رسالة الإسلام الكليَّة، وهو مظهرٌ من مظاهر الرحمة ﴿كَتَبَ رَبُّكُمۡ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَ﴾ ويبعُد أن يكون السلام هنا سلام التحيَّة؛ إذ التحيَّة على القاصِد لا على المقصود، والله أعلم.
﴿وَلِتَسۡتَبِینَ سَبِیلُ ٱلۡمُجۡرِمِینَ﴾ كأنها تتجلَّى بنفسها دون بحثٍ وجهدٍ، حتى لا يبقَى عُذر لمعتذر.
﴿قُل لَّاۤ أَتَّبِعُ أَهۡوَاۤءَكُمۡ قَدۡ ضَلَلۡتُ﴾ ارتباطٌ بين الهوى والضلال، فكلُّ من سارَ خلف رغباته وشهواته متجنِّبًا سبيلَ العلم والمعرفة، فقد وقع في الضلالة لا محالة.
﴿مَا عِندِی مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦۤۚ﴾ فمهمةُ الداعي تبليغ الدعوة، وتطبيق الشرع، لا الاستجابة لطلبات المدعوين بأي اتجاهٍ كانت، فالملكُ لله وحده، بيده الثواب والعقاب، وهو وحده الذي يقدِّر الآجال والأرزاق.
﴿وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلۡغَیۡبِ﴾ أي: عنده علم الغيب كلِّه؛ لأن الذي لا يملِك المفتاح أو المفتح - مفرد مفاتح - لا يهتدي إلى ما بداخل الصندوق.
وإنما ذكر المفاتح إشارة إلى حرص الإنسان على معرفة الغيب كحرصه على الحصول على ما في الصناديق المغلقة من كنوز، والمقصود بالغيب هنا: المقابل لعالم الشهادة، أما ما يجهله الإنسان من عالم الشهادة بحكم محدوديَّة قدراته وأدواته فهذا قد يصِل إليه بتطوير هذه القدرات أو الأدوات، كأدوات الاتصال الحديثة التي قرَّبَت البعيد، وجعَلَت ما كان غيبًا في الماضي معلومًا ومشهودًا في الحاضر، فهذا غيبٌ نسبيٌّ لا دَخلَ له بعالم الغيب.
﴿وَیَعۡلَمُ مَا فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۚ﴾ هو علمُه سبحانه المحيط بعالم الشهادة، وهو العلم الذي قد يكون للمعرفة الإنسانيَّة منه نصيبٌ، بخلاف عالم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله.
﴿وَهُوَ ٱلَّذِی یَتَوَفَّىٰكُم بِٱلَّیۡلِ﴾ سمَّى النومَ وفاةً؛ لما بينهما من مشابهة وغياب الإنسان عن وعيه، وفقده القدرة على الحركة، وهو تذكيرٌ بما ينتظر الإنسان من غيابٍ أكبر وعجزٍ أشد.
ثم شبَّه الاستيقاظ بالبعث: ﴿ ثُمَّ یَبۡعَثُكُمۡ فِیهِ﴾ تذكيرًا بذلك اليوم الذي سيحشر فيه الناس جميعًا إلى خالقهم بعد ذلك الموت العميق.
﴿جَرَحۡتُم بِٱلنَّهَارِ﴾ أي: اكتسبتم من أعمالٍ، واختيار الجرح إشارة لنوع هذه الأعمال التي فيها من الأذى على الفاعل نفسه وعلى مجتمعه، فالكسبُ في عادة البشر لا يخلو من جراحات وكدورات وآثام، وكأنه يشبِّهُ كسبَ الإنسان بكسب الجوارح لصيودها، والله أعلم.
﴿وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۖ﴾ بحكم ربوبيته وقدرته المطلقة، وهذا لا يتعارض مع رحمته الشاملة؛ إذ الذي يملك الرحمة إنما هو القوي الغالب لا الضعيف العاجز، وقد خصَّ العباد - وهم العقلاء - مع أن قدرته على العقلاء وغيرهم على السواء؛ تنبيهًا للعقلاء أن يخضعوا الخضوع التكليفي باتباع الأوامر، واجتناب المناهي، كما خضعوا خضوعهم الخلقي لقهره سبحانه وإرادته وقدرته.
﴿ وَیُرۡسِلُ عَلَیۡكُمۡ حَفَظَةً﴾ هم الملائكة الذين يحفظون على المكلَّف كلَّ أعماله حسنها وقبيحها، ما استحقَّ الثواب، وما استوجب العقاب، وهذا من سُننه سبحانه في هذا الخلق أن يجعل لكلِّ شيءٍ سببه، ولكلِّ مخلوقٍ دوره ووظيفته، وإلا فإن الذي يُحصِي الأوراق المتساقطة لا يُعجزه الإحاطة بسلوكيات هذا الإنسان وتصرفاته.
﴿تَدۡعُونَهُۥ تَضَرُّعࣰا وَخُفۡیَةࣰ﴾ التضرُّع: التذلُّل، والخُفية: ضدُّ الجهر، والمقصود بهما الدعاء الخالص الصادق الذي لا تشوبه شائبة الرياء، ولا التأثر بعاطفة الجمهور، فكلُّ امرئٍ يمرُّ بنوع شدَّة فإنه يلجأ إلى من ينتشله منها، وحينما يعجز الأهلون والأقربون، وتتقطَّع الأسباب الدنيويَّة، تتحرَّك الفطرة الثابتة في كينونة هذا الإنسان (يا الله) على وجه التذلُّل الكامل، والصدق الخالص.
﴿قُلۡ هُوَ ٱلۡقَادِرُ عَلَىٰۤ أَن یَبۡعَثَ عَلَیۡكُمۡ عَذَابࣰا مِّن فَوۡقِكُمۡ﴾ تفريع لما قبله، كأنه يقول: إنكم تتضرَّعون إلى خالقكم حينما تكونون في ظلمات القفار والبحار، ثم تنسونه في حياتكم العامة في بيوتكم ومجالسكم ومواطن أمنكم، فهل تظنُّون أن الله قادرٌ عليكم هناك، وأنه لا يقدر عليكم هنا؟!
ثم ذكر أمثلة من العذاب التي تصيب الناس في مأمنهم؛ كالزلازل، والصواعق، والحروب: ﴿وَیُذِیقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ﴾.
﴿حَتَّىٰ یَخُوضُواْ فِی حَدِیثٍ غَیۡرِهِۦۚ﴾ فالمقاطعة ليست مقصودة لذاتها بل هي مطلوبة بقدر تجنُّب الإثم، فإذا عاد اللاهون عن لهوهم تحرَّك المؤمن بدعوته لإنقاذهم، وإصلاح أحوالهم.
﴿أَن تُبۡسَلَ نَفۡسُۢ﴾ أن تقع في اليأس والقنوط من رحمة الله بسبب الإصرار على الضلال، والصدِّ عن باب التوبة والإنابة.
﴿لَهُۥۤ أَصۡحَـٰبࣱ یَدۡعُونَهُۥۤ إِلَى ٱلۡهُدَى﴾ إشارة إلى العمل الجماعي في الدعوة إلى الله، مشورةً وتعاونًا وتكميلًا للأدوار والمهام.