﴿تَبَـٰرَكَ﴾ تقدَّسَ وتعظَّمَ.
﴿ٱلَّذِی بِیَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ﴾ فلا مالِك غيره على الحقيقة، وكلّ مُلكٍ سواه إنّما هو على سبيل التخويل والاستخلاف والاختبار.
﴿لِیَبۡلُوَكُمۡ﴾ ليختَبِرَكم.
﴿أَیُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰاۚ﴾ مجالٌ غيرُ مُحدودٍ للتنافُس والتسابُق في مراتِبِ الكمال.
﴿طِبَاقࣰاۖ﴾ بعضها فوق بعض.
﴿مَّا تَرَىٰ فِی خَلۡقِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ مِن تَفَـٰوُتࣲۖ﴾ لأنّه صنعة الرحمن، فلا تجد فيه خللًا، ولا تناقضًا.
﴿فَٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ هَلۡ تَرَىٰ مِن فُطُورࣲ﴾ أي: أعِد النظر مرَّةً أخرى إن كنت ترى خللًا لم تُبصِره في المرّة الأولى، والقصد من هذا: تنبيهُ العقول إلى دقَّة الصنعة، ودقَّة النظام الذي يحكم هذا الكون، مما لا يدَع مجالًا للرَّيب أنّ وراء هذا الكون خالقًا عظيمًا، حكيمًا قديرًا ـ.
﴿ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَیۡنِ﴾ أي: دقِّق النظرَ مرَّةً بعد مرَّة، وكرَّةً بعد كرَّة، وهذا طلَبٌ وتأكيدٌ للطلب على سبيل التحدِّي؛ ولذلك كان جوابُه:
﴿یَنقَلِبۡ إِلَیۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئࣰا﴾ أي: خائبًا؛ لأنّه لم يجِد ما يطلُبُه.
﴿وَهُوَ حَسِیرࣱ﴾ أي: كليلٌ مُتعبٌ من كثرة التحديق والتأمل في هذه السماء دون أن يجِد فيها صدعًا أو تفاوتًا.
﴿وَلَقَدۡ زَیَّنَّا ٱلسَّمَاۤءَ ٱلدُّنۡیَا بِمَصَـٰبِیحَ﴾ بعد ذِكره لقيمة الإتقان والإحكام في بناء السماء، ذَكر قيمة الجمال والزينة، ومَن تأمَّل السماء ليلًا وهو في الصحراء بلا أضواء ولا ضوضاء، ليس له إلَّا أن يقول: تبارَكَ الله.
﴿وَجَعَلۡنَـٰهَا رُجُومࣰا لِّلشَّیَـٰطِینِۖ﴾ هذه من الأخبار الغيبيّة التي نُؤمِنُ بها كما جاءت، فلا يتحصَّل في الذهن صورتها ولا كيفيّتها، لكنّ مقصودها بيِّنٌ جليٌّ؛ فالسماء محروسةٌ لا يمكن أن يصِل إليها شيطان، ومُؤدَّى هذا الإخبار: سلامة الوحي من عبَث الشياطين، وإثبات كذب السحرة والمشعوذين في ادِّعائهم معرفة الغيب عن طريق الجنِّ.
﴿إِذَاۤ أُلۡقُواْ فِیهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِیقࣰا وَهِیَ تَفُورُ﴾ هذه صورةٌ سمعيّةٌ لجهنّم - أعاذَنا الله والمسلمين منها -؛ إذ تُصدِر صوتًا شبيهًا بصوت الهواء المُتردِّد في صدر الإنسان لغَيظِه وشدَّة غضَبِه، ويكون هذا الصوت مُصاحِبًا لفوَرَانها وغلَيَانها.
﴿تَكَادُ تَمَیَّزُ مِنَ ٱلۡغَیۡظِۖ﴾ أي: تكاد تتقطَّع من الغضب، والقرآن يُشبِّهُ النار كأنّها كائنٌ حيٌّ ينفعلُ بما حوله ويحسُّ ويغضبُ، وليس هذا بمُستبعَدٍ؛ فأحوال الآخرة لا تُقاسُ على أحوال الدنيا، والله أعلم.
﴿كُلَّمَاۤ أُلۡقِیَ فِیهَا فَوۡجࣱ﴾ جماعةٌ من الكافرين.
﴿سَأَلَهُمۡ خَزَنَتُهَاۤ﴾ أي: حُرَّاسها يسألون الكافرين الذين يلقون فيها:
﴿أَلَمۡ یَأۡتِكُمۡ نَذِیرࣱ﴾ يسألونهم هذا السؤال توبيخًا لهم.
﴿قَالُواْ بَلَىٰ قَدۡ جَاۤءَنَا نَذِیرࣱ فَكَذَّبۡنَا وَقُلۡنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَیۡءٍ﴾ وهذا التكذيب لم يكن عن نظرٍ وتفكيرٍ جادٍّ، وإنّما عن هوى وضلالة؛ ولذلك قال لهم خزنة جهنّم:
﴿إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِی ضَلَـٰلࣲ كَبِیرࣲ﴾.
﴿وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِیۤ أَصۡحَـٰبِ ٱلسَّعِیرِ﴾ وقد كانوا يسمَعون، لكنّهم عطّلوا حاسَّة السمع عندهم عن سماع الحقِّ، وقد كانوا يعقِلون، لكنّهم عطَّلوا عقولهم عن التفكير في الحقِّ، وها هم اعتَرَفوا بذنبهم، ولكن في الوقت الذي لا ينفَع فيه اعتراف
﴿فَٱعۡتَرَفُواْ بِذَنۢبِهِمۡ فَسُحۡقࣰا لِّأَصۡحَـٰبِ ٱلسَّعِیرِ﴾.
﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ یَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَیۡبِ لَهُم مَّغۡفِرَةࣱ وَأَجۡرࣱ كَبِیرࣱ﴾ قدّم المغفرةَ؛ تطمينًا لقلوبهم، وإذهابًا لخوفهم مما ارتكَبُوه أيَّام جاهليتهم، أو مِمَّا أصابُوه من ذنبٍ وزلَلٍ لا يخلُو منه إنسانٌ في العادة، ثم بشَّرَهُم بالأجر الكبير.
﴿وَأَسِرُّواْ قَوۡلَكُمۡ أَوِ ٱجۡهَرُواْ بِهِۦۤۖ﴾ فكلاهما سيَّان في علمِ الله
﴿إِنَّهُۥ عَلِیمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ﴾.
﴿أَلَا یَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ﴾ استِنكارٌ وتعجُّبٌ مِمَّن يشكّ بعلمه الشامل ـ؛ إذ كيف لا يعلم أحوال الخلق وهو الذي خلَقَهم؟ فخلق الشيء يستلزم العلمَ به بالضرورة.
﴿هُوَ ٱلَّذِی جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ذَلُولࣰا﴾ أي: مُذلَّلة ومُهيَّأة لكم.
﴿فَٱمۡشُواْ فِی مَنَاكِبِهَا﴾ أي: اسعَوا في جنَباتها وطرقها وأطرافها، فكلُّها مُسخَّرة لكم.
﴿وَكُلُواْ مِن رِّزۡقِهِۦۖ﴾ ربطٌ لطيفٌ بين المشي في مناكب الأرض وبين الرزق، بإشارةٍ أنّ الرزق بحاجة إلى السعي والبحث في مسالك الأرض ظاهرها وباطنها، وفي كل ما أودَعَه الله فيها.
﴿وَإِلَیۡهِ ٱلنُّشُورُ﴾ أي: بعثُكم وحشرُكم ومرجِعُكم.
﴿ءَأَمِنتُم مَّن فِی ٱلسَّمَاۤءِ﴾ أي: أأمنتم عذاب الله؟ والله لا تحويه أرضٌ ولا سماءٌ، وإنّما هي صفة العلوِّ المُطلق لله تعالى، والتي نُردِّدُها في كلِّ سجدةٍ نسجدها: «سبحان ربي الأعلى»، وعلوُّ الله ليس كعلوّ البشر؛ كما أنّ كلَّ صفاته العَليَّة ليست كصفات البشر.
﴿أَن یَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِیَ تَمُورُ﴾ أي: تضطرب، وهذا التهديد إنّما هو للمُشرك الذي يُنكِر خضوع هذا الكون كلّه لناموس الله ونظامه الموحّد، ويُنكِر تسخير هذه الأرض لهذا الإنسان ليؤدِّي عليها وظيفته، كأنّه يقول له: فماذا أنت فاعلٌ لو خُسِفَت بك هذه الأرض وماجَت واضطربت، مَن الذي ترجوه، ومَن الذي تدعوه؟
﴿أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِی ٱلسَّمَاۤءِ أَن یُرۡسِلَ عَلَیۡكُمۡ حَاصِبࣰاۖ﴾ هذا تهديدٌ آخر قُصِدَ به التنبيه إلى دلائل قُدرة الله في السماء، وكيف ينزل منها الماء الذي به قوام الحياة، وتُزَيَّنُ بالشمس و
القمر وهذه النجوم والكواكب، فماذا لو تغيَّرَت الحال - والخطابُ للمُنكِرين والمُكذِّبين - فأنزَلَت السماء الحجارةَ عليكم بدل الماء، فمَن ترجونه آنذاك، ومن تدعونه؟
﴿فَسَتَعۡلَمُونَ كَیۡفَ نَذِیرِ﴾ أي: نذيري، بمعنى: ستَرَون كيف إنذاري لكم، وكيف سيتحقَّقُ فيكم.
﴿وَلَقَدۡ كَذَّبَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَكَیۡفَ كَانَ نَكِیرِ﴾ أي: فكيف كان نكيري عليهم، وهذا تذكيرٌ لمُشركي مكّة بما أصابَ أسلافَهم في القرون الماضية؛ حيث أنكَرَ الله عليهم كفرهم وعنادهم حتى أهلكهم، والتذكير هذا يحملُ التهديد والتخويف لهم؛ لأنّ مبناه القياس والاعتبار.
﴿أَوَلَمۡ یَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّیۡرِ فَوۡقَهُمۡ صَـٰۤـفَّـٰتࣲ وَیَقۡبِضۡنَۚ﴾ يُنبِّهُ القرآن هذه العقول إلى النظر في جنس الطيور، وهي من لحمٍ وعظمٍ ودمٍ؛ كيف تطير فوق الناس كأنّها تتحدَّاهم وتحلِّق عاليًا في كبد السماء، تصُفُّ أجنحتها في منظرٍ مستقرٍّ مهيبٍ وجميلٍ، ثم تقبِضُها إذا أرادَت أن تُسرع في حركتها، هكذا يراها الإنسان وهو العاجز عن تقليدها، ثم لا يسأل نفسه مَن الذي زوَّد هذا الطائر بأدوات الطيران، ومَن الذي فتح له هذه الأجواء فيتنفَّس منها، ويعوم فيها كما يشاء.
﴿مَا یُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱلرَّحۡمَـٰنُۚ﴾ أي: ما يُمسِك هذه الطيور في هذا الفضاء ويمنعهنَّ من السقوط إلّا الرحمن تبارك وتعالى، فهو برحمته الذي يسَّر لها كلّ ذلك لتُضفِي على هذا الكون حالةً من الأُنس والسكينة والجمال.
﴿أَمَّنۡ هَـٰذَا ٱلَّذِی هُوَ جُندࣱ لَّكُمۡ یَنصُرُكُم مِّن دُونِ ٱلرَّحۡمَـٰنِۚ﴾ هذا تهديدٌ آخر يُناسب عنادهم وغرورهم، وسؤالٌ لهم على جهة الاستنكار عن هذا الذي يمكن أن يكون جُندًا لهم ينصرهم ويدفع عنهم بأسَ الله إذا جاءهم، ومجيء اسم:
﴿ٱلرَّحۡمَـٰنِۚ﴾ هنا - والمقام مقام وعيدٍ وتهديدٍ - يُوحِي بأنّ الله لا يحبُّ لهم العذاب، بل هم الذين يجلبونه لأنفسهم؛ فإنّ الذي يُزيِّنُ السماء بكلِّ تلك الزينة؛ زينة الكواكب وزينة الطيور، ويسخِّرُ لهؤلاء الناس كلّ ما يحتاجون إليه لا يمكن أن يُريد بخلقه شرًّا ولا بعباده عذابًا، ـ وهو أرحم الراحمين.
﴿إِنِ ٱلۡكَـٰفِرُونَ إِلَّا فِی غُرُورٍ﴾ وغرورهم هذا هو الذي أهلكهم.
﴿أَمَّنۡ هَـٰذَا ٱلَّذِی یَرۡزُقُكُمۡ إِنۡ أَمۡسَكَ رِزۡقَهُۥ ۚ﴾ فالله يرزقهم على كفرهم، وهو لو شاء سبحانه لحبس عنهم ماء السماء، ولمنع عنهم نبات الأرض، ولابتلاهم بالقحط والجوع، فمن ذاك الذي سيمطر لهم السماء أو ينبت لهم الأرض؟
﴿بَل لَّجُّواْ﴾ تمادَوا في عنادهم وخصومتهم للحقِّ.
﴿فِی عُتُوࣲّ﴾ في طغيانٍ وتكبُّرٍ.
﴿وَنُفُورٍ﴾ وإعراضٍ عن الحقِّ.
﴿أَفَمَن یَمۡشِی مُكِبًّا عَلَىٰ وَجۡهِهِۦۤ أَهۡدَىٰۤ أَمَّن یَمۡشِی سَوِیًّا عَلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ﴾ هذا مثَلٌ ضرَبَه الله يُقارِنُ فيه حالَ الكافرين وهم حيارَى يتخبَّطُون ويتلمَّسُون مواطِئَ أقدامهم؛ لشدَّة حيرَتهم، وظُلمة طريقهم، بحال المؤمنين المُطمئنِّين الذين يَسِيرُون على الجادَّة المُستقِيمة البيِّنَة برؤوسٍ مرفوعةٍ، وقاماتٍ مُعتَدِلةٍ لا تخشَى التعثُّر.
﴿قُلۡ هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنشَأَكُمۡ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَـٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَۚ قَلِیلࣰا مَّا تَشۡكُرُونَ﴾ بمعنى أنَّ الله الذي خلقكم قد زوَّدكم بأدوات المعرفة؛ مِن سمعٍ وبصرٍ وعقلٍ، ولكنّكم أهمَلتموها ولم تشكروا اللهَ عليها، فالشكرُ كما قال الجنيد : (ألّا تستَعِينَ بنِعَمِ الله على معاصِيهِ).
وهؤلاء وظَّفوا سمعَهم وبصَرَهم وعقولَهم في الصدِّ عن سبيل الله، وفي الآية توبِيخٌ لهم على قولِهم السابق:
﴿وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِیۤ أَصۡحَـٰبِ ٱلسَّعِیرِ﴾.
﴿قُلۡ هُوَ ٱلَّذِی ذَرَأَكُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ﴾ أي: كثَّرَكم فيها فكنتم شعوبًا وقبائل.
﴿قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡعِلۡمُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَاۤ أَنَا۠ نَذِیرࣱ مُّبِینࣱ﴾ أي: عِلم يوم القيامة؛ فهو إلى الله وحده، وإنّما يعلم الرسول ما يعلمه عن طريق الوحي، فليس للرسول أن يعلمَ الغيب من نفسه، ولا أن يُبلِّغَ شيئًا لم يأمره الله بتبليغه.
﴿فَلَمَّا رَأَوۡهُ زُلۡفَةࣰ﴾ فلما رأوا يوم القيامة بأهواله وعذابه حالًّا عندهم وقريبًا منهم.
﴿سِیۤـَٔتۡ وُجُوهُ ٱلَّذِینَ كَفَرُواْ﴾ جواب (لمّا)، أي: لمّا رأوا العذاب أصابهم السوء، أي: الغَمُّ حتى ظهر على وجوههم.
﴿وَقِیلَ هَـٰذَا ٱلَّذِی كُنتُم بِهِۦ تَدَّعُونَ﴾ أي: هذا الذي كنتم تُكذِّبون به وتدَّعون أنّه لن يكون.
﴿قُلۡ أَرَءَیۡتُمۡ إِنۡ أَهۡلَكَنِیَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِیَ أَوۡ رَحِمَنَا﴾ فقد كان المشركون يتمنَّون موته
ﷺ، فيقول له الله سبحانه: قل: ماذا لو أنّ الله أماتَني وأماتَ معي كلّ أصحابي، أو أبقانا برحمته لتستمرَّ هذه الدعوة، فهذا أمرُ الله وإرادته التي لا رادَّ لها، لكن هل هذا سينفعكم وسيدفع عنكم عذاب الله الذي ينتظركم؟
﴿فَمَن یُجِیرُ ٱلۡكَـٰفِرِینَ مِنۡ عَذَابٍ أَلِیمࣲ﴾.
﴿قُلۡ هُوَ ٱلرَّحۡمَـٰنُ ءَامَنَّا بِهِۦ وَعَلَیۡهِ تَوَكَّلۡنَاۖ﴾ كلامٌ مستأنَفٌ، يُعلِن عن عقيدة هذه الأُمّة عقيدة التوحيد الخالصة:
﴿هُوَ ٱلرَّحۡمَـٰنُ﴾ فلا ربّ غيره، ولا خالق ولا رازق سواه، آمنَّا به وحده، وتوكّلنا عليه وحده.
﴿قُلۡ أَرَءَیۡتُمۡ إِنۡ أَصۡبَحَ مَاۤؤُكُمۡ غَوۡرࣰا﴾ غائرًا في الأرض لا تستطيعون له طلبًا ولا تصِلون إليه.
﴿فَمَن یَأۡتِیكُم بِمَاۤءࣲ مَّعِینِۭ﴾ ظاهر وجارٍ بين أيديكم، والسؤال استنكاري بمعنى أنّه إنْ منع الله عنكم الماء، فلن تقدر أصنامكم على أن تأتيكم به، والمقصود بكلّ هذا: التنبيه على دلائل قُدرة الله ووحدانيَّته ورحمته بهذا الخلق.