أي: أما مَنَنَّا عليكم وأنعمنا بتسخير الأرض لمصالحكم فجعلناها {كفاتاً}: لكم، {أحياءً}: في الدور، {وأمواتاً}: في القبور؛ فكما أنَّ الدور والقصور من نعم الله على عباده ومنَّته؛ فكذلك القبور رحمة في حقِّهم وسترٌ لهم عن كون أجسادهم باديةً للسِّباع وغيرها. {وجعلنا فيها رواسيَ}؛ أي: جبالاً ترسي الأرض لئلاَّ تميدَ بأهلها، فثبَّتها الله بالجبال الراسيات الشامخات؛ أي: الطوال العراض. {وأسْقَيْناكم ماءً فُراتاً}؛ أي: عذباً زلالاً؛ قال تعالى: {أفرأيْتُم الماءَ الذي تشربونَ. أأنتُم أنزَلْتُموه من المُزْنِ أمْ نحنُ المنزِلونَ. لو نشاءُ جعلناه أُجاجاً فلولا تَشْكُرونَ}. {ويلٌ يومئذٍ للمكذِّبين}: مع ما أراهم الله من النعم التي انفرد بها، واختصَّهم بها فقابلوها بالتكذيب.