سورة
النبأ من السور المكِّيَّة التي تُعالِج مسائل الدعوة في عهدها المكِّي، وقد ركَّزَت السورة على عقيدة اليوم الآخر والاستدلال عليها، وبيان حال الناس في ذلك اليوم وما يلقَونه من ثوابٍ أو عقابٍ، وكما يأتي:
أولًا: تستهلُّ السورة بسؤالٍ مشوِّقٍ ومحفِّزٍ للذهن
﴿عَمَّ یَتَسَاۤءَلُونَ﴾ ثُمّ لا يكون الجواب إلَّا بما يزيد السامع تشوُّقًا وتحفُّزًا
﴿عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلۡعَظِیمِ ﴿٢﴾ ٱلَّذِی هُمۡ فِیهِ مُخۡتَلِفُونَ ﴿٣﴾ كَلَّا سَیَعۡلَمُونَ ﴿٤﴾ ثُمَّ كَلَّا سَیَعۡلَمُونَ﴾.
ثانيًا: ثُمّ تأخذ السورة بسَرد الشواهد على قُدرة الله المطلقة، والتنبيه إلى ما في هذا الكون من آياتٍ ودلائل
﴿أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَـٰدࣰا ﴿٦﴾ وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادࣰا ﴿٧﴾ وَخَلَقۡنَـٰكُمۡ أَزۡوَ ٰجࣰا ﴿٨﴾ وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتࣰا ﴿٩﴾ وَجَعَلۡنَا ٱلَّیۡلَ لِبَاسࣰا ﴿١٠﴾ وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشࣰا ﴿١١﴾ وَبَنَیۡنَا فَوۡقَكُمۡ سَبۡعࣰا شِدَادࣰا ﴿١٢﴾ وَجَعَلۡنَا سِرَاجࣰا وَهَّاجࣰا ﴿١٣﴾ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡمُعۡصِرَ ٰتِ مَاۤءࣰ ثَجَّاجࣰا ﴿١٤﴾ لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبࣰّا وَنَبَاتࣰا ﴿١٥﴾ وَجَنَّـٰتٍ أَلۡفَافًا﴾.
ثالثًا: تؤكِّد السورة حتميَّة الساعة، وأنّها لا تأتي إلَّا بوقتها المعلوم، ووصفها الموسوم
﴿إِنَّ یَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِیقَـٰتࣰا ﴿١٧﴾ یَوۡمَ یُنفَخُ فِی ٱلصُّورِ فَتَأۡتُونَ أَفۡوَاجࣰا ﴿١٨﴾ وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَاۤءُ فَكَانَتۡ أَبۡوَ ٰبࣰا ﴿١٩﴾ وَسُیِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا﴾.
رابعًا: تنقُل السورة مشهدًا للمصير البائس الذي ينتظر أولئك الطاغين المُكذِّبين
﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتۡ مِرۡصَادࣰا ﴿٢١﴾ لِّلطَّـٰغِینَ مَـَٔابࣰا ﴿٢٢﴾ لَّـٰبِثِینَ فِیهَاۤ أَحۡقَابࣰا ﴿٢٣﴾ لَّا یَذُوقُونَ فِیهَا بَرۡدࣰا وَلَا شَرَابًا ﴿٢٤﴾ إِلَّا حَمِیمࣰا وَغَسَّاقࣰا ﴿٢٥﴾ جَزَاۤءࣰ وِفَاقًا ﴿٢٦﴾ إِنَّهُمۡ كَانُواْ لَا یَرۡجُونَ حِسَابࣰا ﴿٢٧﴾ وَكَذَّبُواْ بِـَٔایَـٰتِنَا كِذَّابࣰا ﴿٢٨﴾ وَكُلَّ شَیۡءٍ أَحۡصَیۡنَـٰهُ كِتَـٰبࣰا ﴿٢٩﴾ فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِیدَكُمۡ إِلَّا عَذَابًا﴾.
خامسًا: ثم تنتقل إلى الصورة المقابلة: صورة أولئك المتقين وهم يفوزون برضا الله والجنّة
﴿إِنَّ لِلۡمُتَّقِینَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَاۤىِٕقَ وَأَعۡنَـٰبࣰا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتۡرَابࣰا ﴿٣٣﴾ وَكَأۡسࣰا دِهَاقࣰا ﴿٣٤﴾ لَّا یَسۡمَعُونَ فِیهَا لَغۡوࣰا وَلَا كِذَّ ٰبࣰا ﴿٣٥﴾ جَزَاۤءࣰ مِّن رَّبِّكَ عَطَاۤءً حِسَابࣰا ﴿٣٦﴾ رَّبِّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَیۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَـٰنِۖ لَا یَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابࣰا﴾.
سادسًا: تعود السورة إلى ذلك
النبأ العظيم وما فيه من عظمةٍ وهولٍ، وما فيه من مظاهر الرحمة ومظاهر العذاب، تحثُّ الناس أن يحسبوا له حسابه، ويأخذوا له عدّته قبل الندم الذي لا ينفع ولا يغني عن صاحبه شيئًا
﴿یَوۡمَ یَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلۡمَلَــٰۤىِٕكَةُ صَفࣰّا ۖ لَّا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابࣰا ﴿٣٨﴾ ذَ ٰلِكَ ٱلۡیَوۡمُ ٱلۡحَقُّۖ فَمَن شَاۤءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ مَـَٔابًا ﴿٣٩﴾ إِنَّـاۤ أَنذَرۡنَـٰكُمۡ عَذَابࣰا قَرِیبࣰا یَوۡمَ یَنظُرُ ٱلۡمَرۡءُ مَا قَدَّمَتۡ یَدَاهُ وَیَقُولُ ٱلۡكَافِرُ یَـٰلَیۡتَنِی كُنتُ تُرَ ٰبَۢا﴾.