سورة النبأ تفسير مجالس النور الآية 4

كَلَّا سَیَعۡلَمُونَ ﴿٤﴾

تفسير مجالس النور سورة النبأ

المجلس الثاني والسبعون بعد المائتين: النبأ العظيم


سورة النبأ


سورة النبأ من السور المكِّيَّة التي تُعالِج مسائل الدعوة في عهدها المكِّي، وقد ركَّزَت السورة على عقيدة اليوم الآخر والاستدلال عليها، وبيان حال الناس في ذلك اليوم وما يلقَونه من ثوابٍ أو عقابٍ، وكما يأتي:
أولًا: تستهلُّ السورة بسؤالٍ مشوِّقٍ ومحفِّزٍ للذهن ﴿عَمَّ یَتَسَاۤءَلُونَ﴾ ثُمّ لا يكون الجواب إلَّا بما يزيد السامع تشوُّقًا وتحفُّزًا ﴿عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلۡعَظِیمِ ﴿٢﴾ ٱلَّذِی هُمۡ فِیهِ مُخۡتَلِفُونَ ﴿٣﴾ كَلَّا سَیَعۡلَمُونَ ﴿٤﴾ ثُمَّ كَلَّا سَیَعۡلَمُونَ﴾.
ثانيًا: ثُمّ تأخذ السورة بسَرد الشواهد على قُدرة الله المطلقة، والتنبيه إلى ما في هذا الكون من آياتٍ ودلائل ﴿أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَـٰدࣰا ﴿٦﴾ وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادࣰا ﴿٧﴾ وَخَلَقۡنَـٰكُمۡ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا ﴿٨﴾ وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتࣰا ﴿٩﴾ وَجَعَلۡنَا ٱلَّیۡلَ لِبَاسࣰا ﴿١٠﴾ وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشࣰا ﴿١١﴾ وَبَنَیۡنَا فَوۡقَكُمۡ سَبۡعࣰا شِدَادࣰا ﴿١٢﴾ وَجَعَلۡنَا سِرَاجࣰا وَهَّاجࣰا ﴿١٣﴾ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡمُعۡصِرَ ٰ⁠تِ مَاۤءࣰ ثَجَّاجࣰا ﴿١٤﴾ لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبࣰّا وَنَبَاتࣰا ﴿١٥﴾ وَجَنَّـٰتٍ أَلۡفَافًا﴾.
ثالثًا: تؤكِّد السورة حتميَّة الساعة، وأنّها لا تأتي إلَّا بوقتها المعلوم، ووصفها الموسوم ﴿إِنَّ یَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِیقَـٰتࣰا ﴿١٧﴾ یَوۡمَ یُنفَخُ فِی ٱلصُّورِ فَتَأۡتُونَ أَفۡوَاجࣰا ﴿١٨﴾ وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَاۤءُ فَكَانَتۡ أَبۡوَ ٰ⁠بࣰا ﴿١٩﴾ وَسُیِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا﴾.
رابعًا: تنقُل السورة مشهدًا للمصير البائس الذي ينتظر أولئك الطاغين المُكذِّبين ﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتۡ مِرۡصَادࣰا ﴿٢١﴾ لِّلطَّـٰغِینَ مَـَٔابࣰا ﴿٢٢﴾ لَّـٰبِثِینَ فِیهَاۤ أَحۡقَابࣰا ﴿٢٣﴾ لَّا یَذُوقُونَ فِیهَا بَرۡدࣰا وَلَا شَرَابًا ﴿٢٤﴾ إِلَّا حَمِیمࣰا وَغَسَّاقࣰا ﴿٢٥﴾ جَزَاۤءࣰ وِفَاقًا ﴿٢٦﴾ إِنَّهُمۡ كَانُواْ لَا یَرۡجُونَ حِسَابࣰا ﴿٢٧﴾ وَكَذَّبُواْ بِـَٔایَـٰتِنَا كِذَّابࣰا ﴿٢٨﴾ وَكُلَّ شَیۡءٍ أَحۡصَیۡنَـٰهُ كِتَـٰبࣰا ﴿٢٩﴾ فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِیدَكُمۡ إِلَّا عَذَابًا﴾.
خامسًا: ثم تنتقل إلى الصورة المقابلة: صورة أولئك المتقين وهم يفوزون برضا الله والجنّة ﴿إِنَّ لِلۡمُتَّقِینَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَاۤىِٕقَ وَأَعۡنَـٰبࣰا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتۡرَابࣰا ﴿٣٣﴾ وَكَأۡسࣰا دِهَاقࣰا ﴿٣٤﴾ لَّا یَسۡمَعُونَ فِیهَا لَغۡوࣰا وَلَا كِذَّ ٰ⁠بࣰا ﴿٣٥﴾ جَزَاۤءࣰ مِّن رَّبِّكَ عَطَاۤءً حِسَابࣰا ﴿٣٦﴾ رَّبِّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَیۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَـٰنِۖ لَا یَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابࣰا﴾.
سادسًا: تعود السورة إلى ذلك النبأ العظيم وما فيه من عظمةٍ وهولٍ، وما فيه من مظاهر الرحمة ومظاهر العذاب، تحثُّ الناس أن يحسبوا له حسابه، ويأخذوا له عدّته قبل الندم الذي لا ينفع ولا يغني عن صاحبه شيئًا ﴿یَوۡمَ یَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلۡمَلَــٰۤىِٕكَةُ صَفࣰّا ۖ لَّا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابࣰا ﴿٣٨﴾ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡیَوۡمُ ٱلۡحَقُّۖ فَمَن شَاۤءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ مَـَٔابًا ﴿٣٩﴾ إِنَّـاۤ أَنذَرۡنَـٰكُمۡ عَذَابࣰا قَرِیبࣰا یَوۡمَ یَنظُرُ ٱلۡمَرۡءُ مَا قَدَّمَتۡ یَدَاهُ وَیَقُولُ ٱلۡكَافِرُ یَـٰلَیۡتَنِی كُنتُ تُرَ ٰ⁠بَۢا﴾.


﴿عَمَّ﴾ عن أي شيءٍ؟ وأصلها: عن ما، فأُدغمت النون بالميم، وحُذفت الألف تمييزًا لما الاستفهامية عن ما الموصولة.
﴿یَتَسَاۤءَلُونَ ﴿١﴾ عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلۡعَظِیمِ﴾ هم أهل مكَّة ومن حولها الذين كانوا يتساءلون فيما بينهم عن القرآن الكريم، وما جاء فيه من إنباءٍ بالبعث والحساب، والتساؤل كان لأغراضٍ مختلفةٍ؛ منها: الاستغراب، ومنها: الاستهزاء، ومنها: الاستفهام عن بعض التفاصيل.
﴿ٱلَّذِی هُمۡ فِیهِ مُخۡتَلِفُونَ﴾ أي: مختلفون في وصفه، وطريقة تكذيبه، وتنفير الناس عنه.
﴿كَلَّا سَیَعۡلَمُونَ ﴿٤﴾ ثُمَّ كَلَّا سَیَعۡلَمُونَ﴾ تهديدٌ ووعيدٌ لهم أنّهم سيُلاقون ذلك اليوم، وسيرون فيه جزاءهم.
﴿أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَـٰدࣰا﴾ أي: مُمَهَّدة للناس يعيشون عليها، وفيها رِزقهم ومتاعهم وسكنهم.
﴿وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادࣰا﴾ أي: كأوتاد الخيمة التي تُدقُّ في أطرافها لتثبّتها، والوَتَد: عمودٌ غليظٌ قويٌّ مُدقَّقٌ من أحد أطرافه، والجبال كأنَّها أعمدة مُثبّتة في الأرض من حيث الصورة، ولا يبعُد أن يكون لها دور في تثبيت الأرض أو حفظ توازن الغلاف الجوي، وتكوين السحب وتجميعها، والله أعلم.
﴿وَخَلَقۡنَـٰكُمۡ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا﴾ أي: ذَكرًا وأنثى، ولا تستمرُّ الحياة ولا يكون تكاثُر الخلق إلَّا بهذا التنوُّع.
﴿وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتࣰا﴾ أي: راحةً لأبدانكم، وقَطعًا لوتيرة حياتكم وأشغالكم وتفكيركم، فيستيقظ الناس وهم أقدَر على العمل وأكثر نشاطًا وتركيزًا، وهذه نعمةٌ لا يمكن أن تستمرَّ حياة الناس بدونها، وهي في الوقت نفسه تُذكِّر بالموت، وما يعقُبُه من استيقاظٍ وبعثٍ جديدٍ.
﴿وَجَعَلۡنَا ٱلَّیۡلَ لِبَاسࣰا﴾ أي: ساترًا لكم، وظرفًا مناسبًا لنومكم وسباتكم.
﴿وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشࣰا﴾ أي: ظرفًا مناسبًا للعمل وطلب الرزق.
﴿وَبَنَیۡنَا فَوۡقَكُمۡ سَبۡعࣰا شِدَادࣰا﴾ أي: السماوات السبع، والبناء فيه معنى الدقّة والإحكام.
﴿وَجَعَلۡنَا سِرَاجࣰا وَهَّاجࣰا﴾ شبَّه الشمسَ بالسراج؛ لأنَّ ضوءَه مُنبعِثٌ منه ومتوهِّجٌ في داخله وليس انعكاسًا لضوءٍ آخر، وكذلك الشمس.
﴿وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡمُعۡصِرَ ٰ⁠تِ مَاۤءࣰ ثَجَّاجࣰا﴾ أي: أنزَلنا من الغيوم المطر، والثَّجَّاجُ: صفةٌ للمطر، من ثجَّ إذا انصبَّ بقوةٍ، ووصفَ الغيوم بالمُعصِرات؛ لأنّها تتألَّف فيما بينها فتتراكم وتتكثَّف، ثُمّ تضرِبها الرياح فتضغطها فيخرج ماؤها، فكأنّها عُصِرَت عَصرًا، ومجيءُ المطر بعد الشمس إشارةٌ إلى دور الشمس في صناعة هذه السُّحب؛ حيث تتبخَّر المسطَّحات المائيّة بحرارة الشمس فتتكون السُّحب من هذه الأبخرة.
﴿لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبࣰّا وَنَبَاتࣰا﴾ قدَّمَ الحبّ وخصَّه بالذكر مع أنّه نباتٌ أيضًا؛ لأنّه قوت الناس، كالقمح والشعير والرز والذرة ونحوها.
﴿وَجَنَّـٰتٍ أَلۡفَافًا﴾ وبساتين يلتف شجرها بعضه على بعض.
﴿إِنَّ یَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ﴾ يوم الحكم العدل والفصل بين الخلائق، وهو يوم الحساب.
﴿كَانَ مِیقَـٰتࣰا﴾ أي: كان موقوتًا بوقتٍ محدَّدٍ لا يتقدَّم ولا يتأخر.
﴿یَوۡمَ یُنفَخُ فِی ٱلصُّورِ﴾ تلك النفخة الثانية التي تُعلِنُ البعث وبداية الحياة الثانية.
﴿فَتَأۡتُونَ أَفۡوَاجࣰا﴾ تحشرون إلى الله جماعات جماعات.
﴿وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَاۤءُ فَكَانَتۡ أَبۡوَ ٰ⁠بࣰا﴾ حيث تنزل الملائكة إلى المحشر لتنفيذ الجزاء، فيسلِّمون على الأبرار ويرشدونهم إلى جنانهم، ويسوقون المجرمين إلى سعيرهم، كما جاء في آياتٍ أخرى.
﴿وَسُیِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا﴾ بمعنى أنّ الجبال لم يعُد لها وجود؛ لأنّها نُسِفَتْ نسفًا فكانت هباءً مُنبثًّا.
﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتۡ مِرۡصَادࣰا﴾ أي: معدّةً ومهيأةً.
﴿لِّلطَّـٰغِینَ مَـَٔابࣰا﴾ أي مقرًّا ومسكنًا لهم.
﴿لَّـٰبِثِینَ فِیهَاۤ أَحۡقَابࣰا﴾ الأحقاب: جمعٌ، مفرده: حِقَب أو حِقْبَة، وهو الزمن الطويل.
﴿لَّا یَذُوقُونَ فِیهَا بَرۡدࣰا وَلَا شَرَابًا﴾ أي: لا يذوقون بردًا يُخفِّفُ عنهم الحرّ، ولا شرابًا يُخفِّفُ عنهم العطش.
﴿إِلَّا حَمِیمࣰا وَغَسَّاقࣰا﴾ استِثناء من النفي؛ أي: إنّما يذوقون الحميم، وهو الماء الحار، والغسَّاق: سائلٌ كريهٌ، قيل: إنّه يتجمَّع من صديد أهل النار، والله أعلم.
﴿جَزَاۤءࣰ وِفَاقًا﴾ أي: جزاءً مناسبًا لأعمالهم.
﴿إِنَّهُمۡ كَانُواْ لَا یَرۡجُونَ حِسَابࣰا﴾ أي: لم يكونوا مؤمنين بيوم الحساب لكي يرجوا الفوز فيه، والخلاص مما ينتظرهم فيه.
﴿وَكَذَّبُواْ بِـَٔایَـٰتِنَا كِذَّابࣰا﴾ أي: تكذيبًا، وهذه صيغة من صيغ التوكيد.
﴿وَكُلَّ شَیۡءٍ أَحۡصَیۡنَـٰهُ كِتَـٰبࣰا﴾ أي: كلّ عملٍ من أعمال الناس أحصَيناه وكتبناه في كتابٍ محفوظٍ.
﴿فَذُوقُواْ﴾ أي: ذوقوا جزاء أعمالكم وما قدَّمتموه لأنفسكم ﴿فَلَن نَّزِیدَكُمۡ إِلَّا عَذَابًا﴾
﴿إِنَّ لِلۡمُتَّقِینَ مَفَازًا﴾ أي: فوزًا ونجاحًا، ويُطلقُ المفاز على مكان الفوز والظَّفَر بالمطلوب، فيكون معناه الجنَّة.
﴿وَكَوَاعِبَ أَتۡرَابࣰا﴾ وصفٌ لنساء المؤمنين في الجنة، والكواعب: جمع كاعِب، وهي المرأة في أوَّل بلوغها، أي: قرابة الخمسة عشر ربيعًا، والأتراب: هنَّ المُستوِيات في السنِّ؛ أي: كلهنّ بسن الكاعِب.
﴿وَكَأۡسࣰا دِهَاقࣰا﴾ أي: مملوءة بالخمر، والمقصود أنّ خمر الجنة لا ينقطع ولا ينضب.
﴿لَّا یَسۡمَعُونَ فِیهَا لَغۡوࣰا وَلَا كِذَّ ٰ⁠بࣰا﴾ بمعنى أنّ مجالسَ الشرب هناك في الجَنَّةِ مُنزَّهةٌ عما في مجالس الدنيا مِن اللغو والكذب.
﴿جَزَاۤءࣰ مِّن رَّبِّكَ عَطَاۤءً حِسَابࣰا﴾ أي: عطاءً كافيًا، كما وعد سبحانه أنَّ الحسنة بعشر أمثالها، والله يُضاعِف لمَن يشاء، وجاء اسم ﴿ٱلرَّحۡمَـٰنِۖ﴾ للدلالة على هذا العطاء الكريم ﴿رَّبِّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَیۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَـٰنِۖ﴾.
﴿لَا یَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابࣰا﴾ أي: كلّ ما بين السماوات والأرض لا يملِكُون أن يُخاطِبوا الله في الشفاعة لأحدٍ من أولئك الكافرين.
﴿یَوۡمَ یَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلۡمَلَــٰۤىِٕكَةُ صَفࣰّا ۖ﴾ الروح هو جبريل عليه السلام، وهو المقدَّمُ في الملائكة، وصف الملائكة في ذلك اليوم مُشعِرٌ بالرهبة، وكأنّهم في أهُبَةِ الاستعداد لتنفيذ أمر الله وحكمه في الخلائق.
﴿لَّا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابࣰا﴾ هو تأكيد ألّا أحدَ يتكلم في شفاعة ونحوها إلَّا بعد إذنٍ من الرحمن تبارك وتعالى.
﴿ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡیَوۡمُ ٱلۡحَقُّۖ﴾ هو يوم القيامة وما فيه من الوعد الحقِّ، والحُكم الحقُّ بين الخلائق.
﴿فَمَن شَاۤءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ مَـَٔابًا﴾ ترغيبٌ للناس وحثٌّ لهم على التوبة والأَوبة إلى الله.
﴿یَوۡمَ یَنظُرُ ٱلۡمَرۡءُ مَا قَدَّمَتۡ یَدَاهُ وَیَقُولُ ٱلۡكَافِرُ یَـٰلَیۡتَنِی كُنتُ تُرَ ٰ⁠بَۢا﴾ هذه غاية الحسرة وغاية الندامة؛ أن يتمنّى ذلك الإنسان الذي خلَقَه الله وميَّزه بالعقل أن لو كان ترابًا، بمعنى أنّه يودُّ لو أنَّه لم يُخلَق، وقد كان بمقدُوره أن يجتازَ هذه المحنة لو أنَّه فكَّر في هذا اليوم، واستعدَّ له قبل ذلك.