وهذا أيضاً إرشادٌ آخر: بعدما أرشدهم إلى التدبير فيمن يباشر القتال؛ أرشدهم إلى أنهم يبدؤون بالأقرب فالأقرب من الكفار والغلظة عليهم والشدة في القتال والشجاعة والثبات. {واعلموا أنَّ الله مع المتَّقين}؛ أي: وليكنْ لديكم علمٌ أن المعونة من الله تنزِلُ بحسب التقوى؛ فلازموا على تقوى الله؛ يُعِنْكُم وينصُرْكم على عدوِّكم. وهذا العموم في قوله: {قاتلوا الذين يلونكم من الكفار}: مخصوصٌ بما إذا كانت المصلحةُ في قتال غير الذين يلوننا، وأنواع المصالح كثيرة جدًّا.