ثم قرَّره بنعمه، فقال: {ألم نجعل له عينين. ولساناً وشفتين}: للجمال والبصر والنُّطق وغير ذلك من المنافع الضروريَّة فيها؛ فهذه نعم الدُّنيا. ثم قال في نعم الدين: {وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ}؛ أي: طريقي الخير والشرِّ؛ بيَّنَّا له الهدى من الضَّلال، والرُّشد من الغيِّ. فهذه المنن الجزيلة تقتضي من العبد أن يقوم بحقوق الله ويشكره على نعمه، وأن لا يستعين بها على معاصي الله.