على صِلةٍ بالقارعة، تأتي سورة
التكاثر لتُعالِج حالة الغفلة التي يعيشها الناس في هذه الدنيا بسبب انهماكهم بجمع المال والتنافُس في تكثيره والمباهاة به
﴿أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ﴾ ويُقاس على المال: كلّ متاعٍ دُنيويٍّ؛ من نساءٍ وأولادٍ، وأنصارٍ وأتباعٍ، وجاهٍ وسلطانٍ، ثُمَّ لمّا يَحِين الأجل وينتقل إلى دارٍ ثانيةٍ ليس فيها سوى التراب، آنَذاك سيعلَم عِلمَ اليقين أنَّه كان غافلًا ومغرورًا، وليتَ مسيرته تنتهي عند ذلك التراب، بل سيصطدم بما هو أشدُّ وأدهَى؛ لأنَّ القبر لم يكن دار مقامة بل طريق زيارة
﴿حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ﴾، ثم تكون الجحيم داره وقراره، أعاذنا الله منها
﴿كَلَّا لَوۡ تَعۡلَمُونَ عِلۡمَ ٱلۡیَقِینِ ﴿٥﴾ لَتَرَوُنَّ ٱلۡجَحِیمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَیۡنَ ٱلۡیَقِینِ﴾، ثم تعود السورة إلى تحذير هؤلاء المُتكاثرين والمتنافسين
﴿ثُمَّ لَتُسۡـَٔلُنَّ یَوۡمَىِٕذٍ عَنِ ٱلنَّعِیمِ﴾.