﴿لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ﴾ عام في كلِّ الظلمات؛ ظلمات الأفكار، والثقافات، والسياسات المؤدِّية إلى الكفر، والظلم، ونكَد الحياة.
﴿إِلَى ٱلنُّورِ﴾ الرحمة الشاملة
﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا رَحۡمَةࣰ لِّلۡعَـٰلَمِینَ ﴾ [الأنبياء: 107].
﴿یَسۡتَحِبُّونَ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا عَلَى ٱلۡأَخِرَةِ﴾ ينسون الآخرة ويخالفون الطريق المستقيم؛ تغليبًا لمصالحهم وشهواتهم الدنيوية القاصرة.
﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوۡمِهِۦ﴾ يَرِد هنا سؤال: إذا كان محمد
ﷺ مبعوثًا لكلِّ العالمين وليس للعرب خاصة، فلماذا جاء بلسان العرب فقط؟
والجواب: نعم، رسالة الإسلام رسالة عالميَّة، هذا لا ريب فيه، لكنه
ﷺ بُعِثَ في مكة، فكان عليه أن يُخاطِبَ مَن حوله بلسانهم، حتى إذا اشتدَّت الدعوة بهم وأقبل الناس إليها من كلِّ صَوبٍ، كان نَقْلُها إلى الأقوام الأخرى أيسر وأسهل، وهذا الذي حصَل، أما أن يكون هناك لسانٌ عالميٌّ واحدٌ فهذا مُتعذِّر.
﴿لِیُبَیِّنَ لَهُمۡۖ﴾ بقوله وعمله وسيرته العطرة، وهذا كلُّه من البيان، وقد ثبَتَت حجِّيَّته بهذه الآية وغيرها.
﴿وَذَكِّرۡهُم بِأَیَّىٰمِ ٱللَّهِۚ ﴾ سنن الله الماضية وما أصاب الأقوام السابقين.
﴿ وَیَسۡتَحۡیُونَ نِسَاۤءَكُمۡۚ﴾ يتركوهن أحياء، وهذه لوحدها قد تكون نعمة لولا اقترانها بذبح الأبناء، فيكون إبقاؤهن على قيد الحياة لإذلالهن واسترقاقهن.
﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ﴾ من الأذان، وهو الإعلام والإبلاغ المعلَن.
﴿حَمِیدٌ ﴾ مستحقٌّ للثناء والحمد.
﴿فَرَدُّوۤاْ أَیۡدِیَهُمۡ فِیۤ أَفۡوَ ٰهِهِمۡ ﴾ أي: وضعوا أكفَّهم على أفواههم كأنهم يكتمون ضَحِكَهم، وهي صورة معروفة للتهكُّم والاستهزاء.
﴿أَفِی ٱللَّهِ شَكࣱّ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ﴾ لأن دلالة الخلق على الخالق كدلالة الأثر على المؤثِّر، والنتيجة على السبب، دلالة عقلية بديهيَّة لا تحتمل الشك والخلاف، و
فاطرُ السموات والأرض يعني: مُوجِدها من العدم على غير مثالٍ سبق.
﴿وَلَنُسۡكِنَنَّكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ﴾ المعهودة وهي التي هدَّدُوا بالإخراج منها.
﴿وَٱسۡتَفۡتَحُواْ﴾ سألوا الله الفتح، وهو هنا النصر.
﴿مَّاۤءࣲ صَدِیدࣲ﴾ القَيْح الخارج من القروح والجروح.
﴿یَتَجَرَّعُهُۥ وَلَا یَكَادُ یُسِیغُهُۥ ﴾ يقترب منه قسرًا واضطرارًا فيكره شربه ولا يستسيغه.
﴿وَیَأۡتِیهِ ٱلۡمَوۡتُ مِن كُلِّ مَكَانࣲ وَمَا هُوَ بِمَیِّتࣲۖ ﴾ تأتيه أسباب الموت فلا يموت.
﴿وَمَا ذَ ٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِیزࣲ﴾ بصعب أو ممتنع، بل هو سهلٌ ويسيرٌ.
﴿قَالُواْ لَوۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ لَهَدَیۡنَـٰكُمۡۖ ﴾ الله لم يهدِهم؛ لأنهم هم الذين لم يطلبوا الهداية، فكان مثلهم كالأحمق الذي لا يمُدُّ يده إلى الدواء القريب منه، ثم يقول: الله لم يشفِني، فكان الحقُّ أن يلوموا أنفسهم ولا يتذرَّعوا بأقدار الله.
﴿وَمَا كَانَ لِیَ عَلَیۡكُم مِّن سُلۡطَـٰنٍ إِلَّاۤ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَٱسۡتَجَبۡتُمۡ لِیۖ﴾ فيه دليلٌ على أن الشيطان لا يملك إلا الوسوسة وتزيين الباطل، أما ما يتوهَّمه بعض الناس من قدرات خارقة للشيطان، وأنه يتحكم في عقل الإنسان أو جسده، فهذا كلُّه مردود بهذه الآية، وبقوله تعالى أيضا:
﴿إِنَّ كَیۡدَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ كَانَ ضَعِیفًا ﴾ [النساء: 76].
﴿مَّاۤ أَنَا۠ بِمُصۡرِخِكُمۡ وَمَاۤ أَنتُم بِمُصۡرِخِیَّ﴾ ما أنا بمُغِيثكم وما أنتم بمُغيثيَّ.