أي: أَوَ مَنَعَهم من اتِّباعك يا محمد أنَّك تسألُهم على الإجابة أجراً؛ {فهم من مَغْرَم مُثْقَلون}: يتكلَّفون من اتِّباعك بسبب ما تأخُذُ منهم من الأجرِ والخراج، ليس الأمر كذلك. {فخراجُ ربِّك خيرٌ وهو خير الرازقينَ}: وهذا كما قال الأنبياءُ لأممهم: {يا قوم لا أسألُكُم عليه أجراً إنْ أجرِيَ إلاَّ على الله}؛ أي: ليسوا يدعون الخلق طمعاً فيما يُصيبهم منهم من الأموال، وإنَّما يدعونَهم نُصحاً لهم وتحصيلاً لمصالحهم، بل كان الرسلُ أنصحَ للخلق من أنفسهم، فجزاهُم اللهُ عن أممهم خيرَ الجزاءِ، ورزَقَنا الاقتداء بهم في جميع الأحوال.