سورة الجاثية تفسير مجالس النور الآية 19

إِنَّهُمۡ لَن یُغۡنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَیۡـࣰٔاۚ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِینَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۖ وَٱللَّهُ وَلِیُّ ٱلۡمُتَّقِینَ ﴿١٩﴾

تفسير مجالس النور سورة الجاثية

المجلس الثالث والعشرون بعد المائتين: هذا بصائر للناس وهدًى ورحمة


الآية (1- 21)


في هذه السور المتتالية يتتابَعُ حديثُ القرآن عن القرآن؛ ففي الشورى كان الحديث عامًّا في الوحي ومعناه وصوره، فاستَهَلَّت بقولِهِ تعالى: ﴿حمۤ ﴿١﴾ عۤسۤقۤ ﴿٢﴾ كَذَ ٰ⁠لِكَ یُوحِیۤ إِلَیۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ ﴾ [الشورى: 1- 3]، وكأنّها تُمهِّدُ لما تناوَلَتْه سورة الزخرف التي استَهَلَّت بقوله تعالى: ﴿حمۤ ﮁ وَٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِینِﮄإِنَّا جَعَلۡنَـٰهُ قُرْءَٰنًا عَرَبِیࣰّا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ﴾ [الزخرف: 1- 3]، ولما تناوَلَتْه سورة الدخان: ﴿حمۤ ﴿١﴾ وَٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِینِ ﴿٢﴾ إِنَّـاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةࣲ مُّبَـٰرَكَةٍۚ﴾ [الدخان: 1- 3]، ثم جاءت هذه السورة في السياق ذاته: ﴿حمۤ ﴿١﴾ تَنزِیلُ ٱلۡكِتَـٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیمِ﴾ وواضحٌ من هذه الاستِهلالات أنّ الموضوع الأساس لهذه السور واحد، لكن كلّ سورة تتناوَلُه من جانبٍ.
في هذه الآيات من فواتح سورة الجاثية يأتي حديث القرآن عن القرآن ليتناول مسائل مما تستدعِيه طبيعة الصراع في العهد المكِّي، وكما يأتي:
أولًا: تأكيد أنّ هذا القرآن تنزيلٌ من الله العزيز الحكيم ﴿حمۤ ﴿١﴾ تَنزِیلُ ٱلۡكِتَـٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیمِ ﴾ وذِكْرُ هاتَين الصفتَين الكريمَتَين مُشعِرٌ بتجَلِّيهما في القرآن الكريم، ففي القرآن العزَّة والحكمة، وهما صفتان مُتكاملتان، والإشارة أيضًا إلى أثر القرآن في الأُمَّة التي تؤمن به وتربِّي أجيالها عليه أنّها ستكون أمة عزيزة حكيمة.
ثانيًا: تأكيد الصلة بين آيات الله في الكتاب، وآياته في الخلق؛ فالكتاب كتابه، والخلق خلقه، فلا يمكن أن يتعارَضَا أو يتناقَضَا، وهما من مصدرٍ واحدٍ ﴿إِنَّ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّلۡمُؤۡمِنِینَ ﴿٣﴾ وَفِی خَلۡقِكُمۡ وَمَا یَبُثُّ مِن دَاۤبَّةٍ ءَایَـٰتࣱ لِّقَوۡمࣲ یُوقِنُونَ ﴿٤﴾ وَٱخۡتِلَـٰفِ ٱلَّیۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مِن رِّزۡقࣲ فَأَحۡیَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَتَصۡرِیفِ ٱلرِّیَـٰحِ ءَایَـٰتࣱ لِّقَوۡمࣲ یَعۡقِلُونَ﴾، ﴿۞ ٱللَّهُ ٱلَّذِی سَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡبَحۡرَ لِتَجۡرِیَ ٱلۡفُلۡكُ فِیهِ بِأَمۡرِهِۦ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ﴿١٢﴾ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ﴾.
ثالثًا: تأكيد أنّ هذا القرآن إنّما هو الحقُّ والهدى، والرحمة والبصائر التي تُبصِّرُ الناسَ في شؤون دينهم ودنياهم، ومبتدئهم ومنتهاهم ﴿تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَیۡكَ بِٱلۡحَقِّ ۖ ﴾، ﴿هَـٰذَا هُدࣰىۖ وَٱلَّذِینَ كَفَرُواْ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّهِمۡ لَهُمۡ عَذَابࣱ مِّن رِّجۡزٍ أَلِیمٌ ﴾، ﴿هَـٰذَا بَصَـٰۤىِٕرُ لِلنَّاسِ وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣱ لِّقَوۡمࣲ یُوقِنُونَ ﴾.
رابعًا: بيان أنّ الذين يكذِّبون بهذا القرآن إنّما يُكذِّبون به لكبرٍ في نفوسهم، فهم يكذبون على أنفسهم، ويستهزئون بالحقِّ الذي جاءهم قبل أن يصغوا إليه أو يتفكروا فيه ﴿تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَیۡكَ بِٱلۡحَقِّ ۖ فَبِأَیِّ حَدِیثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَایَـٰتِهِۦ یُؤۡمِنُونَ ﴿٦﴾ وَیۡلࣱ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِیمࣲ ﴿٧﴾ یَسۡمَعُ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ تُتۡلَىٰ عَلَیۡهِ ثُمَّ یُصِرُّ مُسۡتَكۡبِرࣰا كَأَن لَّمۡ یَسۡمَعۡهَاۖ فَبَشِّرۡهُ بِعَذَابٍ أَلِیمࣲ ﴿٨﴾ وَإِذَا عَلِمَ مِنۡ ءَایَـٰتِنَا شَیۡـًٔا ٱتَّخَذَهَا هُزُوًاۚ أُوْلَــٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابࣱ مُّهِینࣱ ﴿٩﴾ مِّن وَرَاۤىِٕهِمۡ جَهَنَّمُۖ وَلَا یُغۡنِی عَنۡهُم مَّا كَسَبُواْ شَیۡـࣰٔا وَلَا مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِیَاۤءَۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیمٌ ﴿١٠﴾ هَـٰذَا هُدࣰىۖ وَٱلَّذِینَ كَفَرُواْ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّهِمۡ لَهُمۡ عَذَابࣱ مِّن رِّجۡزٍ أَلِیمٌ﴾.
خامسًا: وصيَّة المؤمنين بالحلم والصفح عن أولئك المُكذِّبين المُعاندين بعد أن استبانَت لهم طريق الحقِّ من طريق الباطل، وبلَغَتْهم الدعوة بصورتها الصحيحة الناصعة، فلم يَبْقَ إلَّا أن يتحمَّل كلّ إنسانٍ مسؤوليَّة خياره وقراره، ولا يظلم ربُّك أحدًا ﴿قُل لِّلَّذِینَ ءَامَنُواْ یَغۡفِرُواْ لِلَّذِینَ لَا یَرۡجُونَ أَیَّامَ ٱللَّهِ لِیَجۡزِیَ قَوۡمَۢا بِمَا كَانُواْ یَكۡسِبُونَ ﴿١٤﴾ مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَاۤءَ فَعَلَیۡهَاۖ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ ﴾.
سادسًا: التذكير بالرسالة السابقة؛ رسالة موسى عليه السلام الذي أعطاه الله الكتاب والحكم والنبوَّة، وبعثه في بني إسرائيل ليحملوا معه هذه الأمانة ﴿وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَا بَنِیۤ إِسۡرَ ٰ⁠ۤءِیلَ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقۡنَـٰهُم مِّنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَفَضَّلۡنَـٰهُمۡ عَلَى ٱلۡعَـٰلَمِینَ ﴾ وكيف أنّهم اختلفوا مع كلّ هذا عن هَديِه عليه السلام ونور الكتاب الذي كان معه ﴿وَءَاتَیۡنَـٰهُم بَیِّنَـٰتࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ ۖ فَمَا ٱخۡتَلَفُوۤاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡیَۢا بَیۡنَهُمۡۚ إِنَّ رَبَّكَ یَقۡضِی بَیۡنَهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ فِیمَا كَانُواْ فِیهِ یَخۡتَلِفُونَ ﴾.
سابعًا: وصيَّة الرسول وأُمَّته من بعده بالتمسُّك بشريعة الله الخاتمة التي نسَخَ الله بها شريعةَ موسى عليه السلام وكلَّ الشرائع السابقة، والابتِعاد عن أهواء الذين لا يعلمون ﴿ثُمَّ جَعَلۡنَـٰكَ عَلَىٰ شَرِیعَةࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَـتَّـبِعۡ أَهۡوَاۤءَ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَ ﴿١٨﴾ إِنَّهُمۡ لَن یُغۡنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَیۡـࣰٔاۚ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِینَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۖ وَٱللَّهُ وَلِیُّ ٱلۡمُتَّقِینَ ﴾.


﴿حمۤ ﴾ تقدَّم الحديث عن الحروف المقطعة والرأي الراجح فيها أول سورة البقرة.
﴿إِنَّ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّلۡمُؤۡمِنِینَ ﴾ تأكيدٌ للعلاقة بين العلم والإيمان، فالنظر في الكون يدعو للإيمان، والإيمان بالله يدعو للنظر في هذا الكون.
﴿ وَتَصۡرِیفِ ٱلرِّیَـٰحِ ﴾ باختلاف وجهتها وحركتها.
﴿وَیۡلࣱ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِیمࣲ ﴾ الأفَّاك: الكذَّاب كثيرُ الكذب، والأثِيمُ: كثيرُ الإثم.
﴿یَسۡمَعُ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ تُتۡلَىٰ عَلَیۡهِ ﴾ تعليلٌ لاستِحقاقه العذاب بأنّه قد بلَغَتْه الدعوة، وأُقيمَت عليه الحُجَّة.
﴿ثُمَّ یُصِرُّ ﴾ على الكفر بها.
﴿مُسۡتَكۡبِرࣰا ﴾ بيانٌ للدافع الذي يدفعه لإنكار هذه الآيات بعد سماعها.
﴿وَإِذَا عَلِمَ مِنۡ ءَایَـٰتِنَا شَیۡـًٔا ٱتَّخَذَهَا هُزُوًاۚ ﴾ فهو لم يسمع فقط، وإنّما علِم، وفي هذا تأكيدٌ لبلوغ الدعوة له، وإقامة الحُجّة عليه.
﴿مِّن وَرَاۤىِٕهِمۡ جَهَنَّمُۖ ﴾ أي: من بعد حياتهم هذه.
﴿وَلَا یُغۡنِی عَنۡهُم مَّا كَسَبُواْ ﴾ في حياتهم هذه من مالٍ وجاهٍ.
﴿وَلَا مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِیَاۤءَۖ ﴾ أي: ولا تُغنِي عنهم أصنامهم التي عبَدُوها من دون الله.
﴿إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ﴾ تأكيدٌ للعلاقة بين الدين والفكر، والإيمان والعلم، بخلاف ما يتوهَّمه الجاهلون.
﴿قُل لِّلَّذِینَ ءَامَنُواْ یَغۡفِرُواْ لِلَّذِینَ لَا یَرۡجُونَ أَیَّامَ ٱللَّهِ﴾ أي: قُل لهم أن يصفَحوا ويُعرِضوا عن هؤلاء الذين تقدَّم ذِكرُهم من المُستكبِرين المُعانِدِين الذي لا يحسبون حساب الآخرة، ولا يُؤمنون بها، فالانشِغالُ بهم مضيَعةٌ للوقت والجهد، وتعطيلٌ للدعوة أن تصِلَ إلى غيرهم.
﴿مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَاۤءَ فَعَلَیۡهَاۖ﴾ تأكيدٌ لعقيدة العدل الإلهي، وتأكيدٌ أيضًا لغنى الله تعالى عن عمل العاملين وعبادة المتعبِّدين.
﴿وَفَضَّلۡنَـٰهُمۡ عَلَى ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾ بحمل رسالة الله وإقامة خلافته في الأرض، وهو تفضيلٌ مقترنٌ بالمسؤوليَّة التكليفيَّة، فلما حادُوا عن الطريق ذهَبَت الأفضليَّة عنهم.
﴿وَءَاتَیۡنَـٰهُم بَیِّنَـٰتࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ ۖ﴾ الأمر هنا: الشأن المطلوب تبيِينه وتشريع الأحكام له، وهو كلُّ ما يتعلق بنظام الحياة وتحقيق مصالح العباد.
﴿فَمَا ٱخۡتَلَفُوۤاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ ﴾ بمعنى أنّ اختلافهم لا عُذر لهم فيه، والسياق يُوحِي بالتعجُّب من فعلهم تعجُّبًا ممزوجًا باللوم والتوبيخ؛ إذ ما كان لهم أن يختلفوا بعد كلّ تلك البيِّنات، ثم كشفَ عن مبعث اختلافهم فقال: ﴿ بَغۡیَۢا بَیۡنَهُمۡۚ﴾ فالبغي إذن هو الباعِثُ وليس العلم، وهذه طامَّة من طوامِّ أهل العلم؛ إذ لو تنافَسُوا على الصدارة والوجاهة والمتاع الزائل فسيكونون أقوى في تفريق الأمة وتمزيقها ممّا يكيده لها عدوُّها.
﴿ثُمَّ جَعَلۡنَـٰكَ عَلَىٰ شَرِیعَةࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ﴾ وهي الإسلام الكامل الشامل، وأشار هنا بـ ﴿ثُمَّ ﴾ إلى سلب الأفضليَّة عن بني إسرائيل والأمانة التي كُلِّفوا بحملها، وتحويلها إلى أُمَّةٍ أخرى هي أُمَّةُ الإسلام التي ترِثُ الرسالات السابقة وتُؤتَمَن عليها، وتُقيم الإسلام الكامل الشامل في هذه الحياة.
﴿ وَٱللَّهُ وَلِیُّ ٱلۡمُتَّقِینَ﴾ أي: والله ناصِرُ هذه الأمة التي آمَنَت بالله وبرسوله، وحمَلَت هذه الأمانةَ من جديد.
﴿هَـٰذَا بَصَـٰۤىِٕرُ لِلنَّاسِ﴾ هذا أي: القرآن، والبصائر: جمع بصيرة، وهي إدراك الشيء على حقيقته، والمقصود أنّ القرآن يُعلِّمُ الناس حقائق الأمور التي يحتاجون إلى فهمها في شؤون دينهم وعلاقاتهم وقوام حياتهم.
﴿لِّقَوۡمࣲ یُوقِنُونَ﴾ يُؤمِنون عن علمٍ ويقينٍ، لا عن جهلٍ وتقليدٍ.