سورة المائدة تفسير مجالس النور الآية 64

وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ یَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ غُلَّتۡ أَیۡدِیهِمۡ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْۘ بَلۡ یَدَاهُ مَبۡسُوطَتَانِ یُنفِقُ كَیۡفَ یَشَاۤءُۚ وَلَیَزِیدَنَّ كَثِیرࣰا مِّنۡهُم مَّاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ مِن رَّبِّكَ طُغۡیَـٰنࣰا وَكُفۡرࣰاۚ وَأَلۡقَیۡنَا بَیۡنَهُمُ ٱلۡعَدَ ٰ⁠وَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِۚ كُلَّمَاۤ أَوۡقَدُواْ نَارࣰا لِّلۡحَرۡبِ أَطۡفَأَهَا ٱللَّهُۚ وَیَسۡعَوۡنَ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَسَادࣰاۚ وَٱللَّهُ لَا یُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِینَ ﴿٦٤﴾

تفسير مجالس النور سورة المائدة

المجلس الحادي والخمسون: حوار مع أهل الكتاب


من الآية (62- 86)


بعد إعلان التمايز بين أمَّة الإسلام وأهل الكتاب شرع القرآن في محاورة أهل الكتاب ودعوتهم للحقِّ، وهذا تفريعٌ عن التمايز، فالحوار مع الآخر لن يكون قبل معرفة مَن نحن ومَن الآخر، أما تداخل الخنادق بالمجاملات الظاهريَّة، بحيث تتغطَّى نقاط الخلاف، فهو طريق التجهيل، وضياع فرصة التصويب والتصحيح.

ويمكن استخلاص منهجية القرآن في هذا الحوار بالنقاط الآتية:
أولًا: تسجيل نقاط الخلاف والملاحظات التي تحتاج إلى التصحيح أو الإصلاح بمنتهى الدقة والأمانة العلمية، ومن هذه النقاط:
أ- قول اليهود: ﴿یَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ﴾ كنايةٌ عن البُخل، وهي عبارةٌ وقِحَة تعبِّر عن نفسيَّةٍ مضطربةٍ، وفيها جانب من الطمع؛ لأنها تُوحِي بسخطهم على الله، لأنه لا يستجيب لطلباتهم وتطلعاتهم المفتوحة، وفق تصوُّراتهم بأنهم شعب الله المختار، وأن الله سخَّر الخلق جميعهم لخدمتهم، وقد ردَّ الله عليهم هذه التصورات وما نتَجَ عنها بقوله: ﴿بَلۡ یَدَاهُ مَبۡسُوطَتَانِ یُنفِقُ كَیۡفَ یَشَاۤءُۚ﴾ فالإنفاق إنما يكون وفق مشيئته سبحانه، وحكمته في تدبير الخلق.
ب- أن اليهود مكذِّبُون للرسل، ومتلبِّسُون بقتلهم ﴿كُلَّمَا جَاۤءَهُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰۤ أَنفُسُهُمۡ فَرِیقࣰا كَذَّبُواْ وَفَرِیقࣰا یَقۡتُلُونَ﴾ وقد بيَّن القرآن أساسَ هذه الجرائم وهو الهوى، وكأنَّهم يطلبون من الأنبياء أن يُسايِرُوهم على أهوائهم.
جـ- أن هذه العقائد والتصوُّرات الباطلة قادَتْهم إلى السلوك الباطل، والتعدِّي على حقوق الناس ﴿وَتَرَىٰ كَثِیرࣰا مِّنۡهُمۡ یُسَـٰرِعُونَ فِی ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَ ٰ⁠نِ وَأَكۡلِهِمُ ٱلسُّحۡتَۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ یَعۡمَلُونَ﴾، ﴿وَیَسۡعَوۡنَ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَسَادࣰاۚ وَٱللَّهُ لَا یُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِینَ﴾.
د- أنهم الأشد عداء للمسلمين ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَ ٰ⁠وَةࣰ لِّلَّذِینَ ءَامَنُواْ ٱلۡیَهُودَ وَٱلَّذِینَ أَشۡرَكُواْۖ﴾، ﴿كُلَّمَاۤ أَوۡقَدُواْ نَارࣰا لِّلۡحَرۡبِ أَطۡفَأَهَا ٱللَّهُۚ﴾ أي: أوقدوها عليكم أيها المسلمون.
هـ- أنهم يُوالون المشركين من عبَدَة الأصنام على المسلمين ﴿تَرَىٰ كَثِیرࣰا مِّنۡهُمۡ یَتَوَلَّوۡنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُواْۚ﴾ وقد بانَ بهذا كذِبُهم في ادِّعائهم الإيمان بالله وأنبيائه ﴿وَلَوۡ كَانُواْ یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلنَّبِیِّ وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡهِ مَا ٱتَّخَذُوهُمۡ أَوۡلِیَاۤءَ وَلَـٰكِنَّ كَثِیرࣰا مِّنۡهُمۡ فَـٰسِقُونَ ﴿٨١﴾ ۞ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَ ٰ⁠وَةࣰ لِّلَّذِینَ ءَامَنُواْ ٱلۡیَهُودَ وَٱلَّذِینَ أَشۡرَكُواْۖ﴾.
و- أنّ النصارى كفَرُوا كذلك بقولهم: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِیحُ ٱبۡنُ مَرۡیَمَۖ﴾، وبقولهم: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَـٰثَةࣲۘ﴾، وقد ردَّ القرآن هذه الافتراءات ﴿وَمَا مِنۡ إِلَـٰهٍ إِلَّاۤ إِلَـٰهࣱ وَ ٰ⁠حِدࣱۚ﴾. ﴿مَّا ٱلۡمَسِیحُ ٱبۡنُ مَرۡیَمَ إِلَّا رَسُولࣱ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُۥ صِدِّیقَةࣱۖ كَانَا یَأۡكُلَانِ ٱلطَّعَامَۗ ٱنظُرۡ كَیۡفَ نُبَیِّنُ لَهُمُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ ثُمَّ ٱنظُرۡ أَنَّىٰ یُؤۡفَكُونَ﴾.

ثانيًا: بيان أسباب هذا الانحراف، ويمكن تلخيصها كالآتي:
أ- تعطيل منافذ المعرفة الذاتيَّة ﴿وَحَسِبُوۤاْ أَلَّا تَكُونَ فِتۡنَةࣱ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِمۡ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ﴾ فقد كانوا يتوهمون أنهم ليسوا بحاجةٍ إلى النظر والتفكُّر، وأنهم مهما فعلوا فلن يؤدي ذلك إلى الفتنة والشر، بحكم تصوّرهم أنهم شعب الله، أو أولاد الله، وأن الله لا يُهلِك شعبَه، ولا يعذّب أولادَه!
ب- تعطيل أدوات الإصلاح المجتمعيَّة، وخاصة من أهل العلم والصلاح ﴿لَوۡلَا یَنۡهَىٰهُمُ ٱلرَّبَّـٰنِیُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ عَن قَوۡلِهِمُ ٱلۡإِثۡمَ وَأَكۡلِهِمُ ٱلسُّحۡتَۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ یَصۡنَعُونَ﴾، ﴿كَانُواْ لَا یَتَنَاهَوۡنَ عَن مُّنكَرࣲ فَعَلُوهُۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ یَفۡعَلُونَ﴾.
جـ- الحسد الديني، وهو آفة الطوائف والمذاهب المختلفة؛ حيث لا يرى الحاسد في محسوده إلا القبح والمنكر ﴿وَلَیَزِیدَنَّ كَثِیرࣰا مِّنۡهُم مَّاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ مِن رَّبِّكَ طُغۡیَـٰنࣰا وَكُفۡرࣰاۚ﴾ وقد تكرّر هذا النص مرَّتين في هذا المقطع دلالة على أهميته، وتكرار تأثيره في النفوس.
د- الغلوُّ ﴿قُلۡ یَــٰۤـأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِی دِینِكُمۡ غَیۡرَ ٱلۡحَقِّ﴾.
هـ- التقليد الأعمى ﴿وَلَا تَـتَّـبِعُوۤاْ أَهۡوَاۤءَ قَوۡمࣲ قَدۡ ضَلُّواْ مِن قَبۡلُ وَأَضَلُّواْ كَثِیرࣰا وَضَلُّواْ عَن سَوَاۤءِ ٱلسَّبِیلِ﴾.

ثالثًا: تمييز أحوالهم ومواقفهم والتنزُّه عن التعميم ﴿وَتَرَىٰ كَثِیرࣰا مِّنۡهُمۡ یُسَـٰرِعُونَ فِی ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَ ٰ⁠نِ﴾، ﴿وَلَیَزِیدَنَّ كَثِیرࣰا﴾، ﴿مِّنۡهُمۡ أُمَّةࣱ مُّقۡتَصِدَةࣱۖ وَكَثِیرࣱ مِّنۡهُمۡ سَاۤءَ مَا یَعۡمَلُونَ﴾، ﴿ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِیرࣱ مِّنۡهُمۡۚ﴾، ﴿تَرَىٰ كَثِیرࣰا مِّنۡهُمۡ یَتَوَلَّوۡنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُواْۚ﴾، ﴿وَلَتَجِدَنَّ أَقۡرَبَهُم مَّوَدَّةࣰ لِّلَّذِینَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِینَ قَالُوۤاْ إِنَّا نَصَـٰرَىٰۚ ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّ مِنۡهُمۡ قِسِّیسِینَ وَرُهۡبَانࣰا وَأَنَّهُمۡ لَا یَسۡتَكۡبِرُونَ﴾.

رابعًا: الحكم بالعدل عليهم وعلى غيرهم، وميزان الحكم الإيمان والعمل ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِینَ هَادُواْ وَٱلصَّـٰبِـُٔونَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ﴾.

خامسًا: دعوتهم لتحكيم التوراة والإنجيل ﴿قُلۡ یَــٰۤـأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لَسۡتُمۡ عَلَىٰ شَیۡءٍ حَتَّىٰ تُقِیمُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِیلَ وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡۗ﴾ وفي الآية إشارة إلى أن إقامة التوراة والإنجيل ستهديهم إلى الإيمان بما أنزله الله بعدهما وهو القرآن، والآية تأكيدٌ لوحدة الرسالات من حيث المصدر، وأنها كلام الله الذي يؤيد بعضُه البعضَ، وفي هذا طمأنةٌ لهم أنهم باتِّباعهم القرآن لن يخسروا ما عندهم من كتاب ربهم.

سادسًا: ترغيبهم بالخير واتِّباع الحقِّ كله ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ أَقَامُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِیلَ وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡهِم مِّن رَّبِّهِمۡ لَأَكَلُواْ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۚ﴾، ﴿أَفَلَا یَتُوبُونَ إِلَى ٱللَّهِ وَیَسۡتَغۡفِرُونَهُۥۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾، ﴿وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَكَفَّرۡنَا عَنۡهُمۡ سَیِّـَٔاتِهِمۡ وَلَأَدۡخَلۡنَـٰهُمۡ جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِیمِ﴾.

سابعًا: ترهيبهم بالعقوبة الإلهيَّة التي تنتظرهم على عنادهم وتكبُّرهم، وصدِّهم عن السبيل ﴿یَـٰبَنِیۤ إِسۡرَ ٰ⁠ۤءِیلَ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّی وَرَبَّكُمۡۖ إِنَّهُۥ مَن یُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّـٰلِمِینَ مِنۡ أَنصَارࣲ﴾، ﴿لَبِئۡسَ مَا قَدَّمَتۡ لَهُمۡ أَنفُسُهُمۡ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِمۡ وَفِی ٱلۡعَذَابِ هُمۡ خَـٰلِدُونَ﴾.

ثامنًا: إبراز النموذج الأفضل للتأسِّي والاقتِداء ﴿ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّ مِنۡهُمۡ قِسِّیسِینَ وَرُهۡبَانࣰا وَأَنَّهُمۡ لَا یَسۡتَكۡبِرُونَ ﴿٨٢﴾ وَإِذَا سَمِعُواْ مَاۤ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىٰۤ أَعۡیُنَهُمۡ تَفِیضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلۡحَقِّ ۚ﴾.

تاسعًا: تشجيعهم على النظر الهادئ والتفكير الجاد في الحقائق الماثِلَة أمامهم ﴿قُلۡ أَتَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا یَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرࣰّا وَلَا نَفۡعࣰاۚ﴾، ﴿مَّا ٱلۡمَسِیحُ ٱبۡنُ مَرۡیَمَ إِلَّا رَسُولࣱ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُۥ صِدِّیقَةࣱۖ كَانَا یَأۡكُلَانِ ٱلطَّعَامَۗ﴾.

عاشرًا: إلزام أهل الحقِّ ببيان الحقِّ كلِّه، والصبر على لَأْوَاء الطريق ﴿یَــٰۤـأَیُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ مِن رَّبِّكَۖ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُۥۚ وَٱللَّهُ یَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ﴾ ولا شك أن هذه الأمّة تابعة لنبيِّها في مهمَّة التبليغ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً».


﴿وَأَكۡلِهِمُ ٱلسُّحۡتَۚ﴾ أي: المال الحرام.

﴿لَوۡلَا یَنۡهَىٰهُمُ ٱلرَّبَّـٰنِیُّونَ﴾ هلَّا كان ينهَاهم الربانيون، فيه لومٌ وتقريعٌ وبيانٌ لسبب تمادِيهم في المنكر.

﴿بَلۡ یَدَاهُ مَبۡسُوطَتَانِ﴾ بالفضل والإحسان وسعة الرزق، وهذا ردٌّ على قبح مقولتهم: ﴿یَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ﴾.

﴿وَأَلۡقَیۡنَا بَیۡنَهُمُ ٱلۡعَدَ ٰ⁠وَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِۚ﴾ هذا من سُنن الله فيمن زاغَ عن الحقِّ تكبُّرًا وحسدًا، فهم لا يجتَمِعُون إلا على مصلحةٍ آنِيَّةٍ فإن ذهَبَت ذهب اجتماعهم، وفي هذا ردٌّ على من يقول: إن الكفر ملَّةٌ واحدة، بمعنى: أنهم على قلبِ رجلٍ واحدٍ مودَّةً واتحادًا وتناصرًا، بل هم مللٌ ونِحَلٌ وفرقٌ لا يجمعها جامع.

﴿كُلَّمَاۤ أَوۡقَدُواْ نَارࣰا لِّلۡحَرۡبِ أَطۡفَأَهَا ٱللَّهُۚ﴾ بتخاذلهم أو بتمكين المسلمين منهم يوم كان المسلمون أقرب إلى الله وأقوى في التمسك بأدوات التمكين.

﴿لَأَكَلُواْ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۚ﴾ كناية عن كثرة الرزق ووفرته.

﴿مِّنۡهُمۡ أُمَّةࣱ مُّقۡتَصِدَةࣱۖ﴾ أي: معتدلة ومحافظة على ما معها من نور الكتاب.

﴿وَٱللَّهُ یَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ﴾ أي: يحمِيك حتى تُبلِّغ رسالةَ الله كاملةً، وفيه دلالة على إتمام النعمة وكمال الدين به .