﴿وَٱلذَّ ٰرِیَـٰتِ ذَرۡوࣰا﴾ يُقسِمُ الله تعالى بالرياح، مُنبِّهًا إلى دورها في إثارة السحاب ما بين السماء والأرض، كما قال تعالى:
﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِی یُرۡسِلُ ٱلرِّیَـٰحَ فَتُثِیرُ سَحَابࣰا﴾ [الروم: 48].
فمِن معاني الذَّرْو: الإثارة والنشر.
﴿فَٱلۡحَـٰمِلَـٰتِ وِقۡرࣰا﴾ الرياح التي تحمِل الوِقْر؛ والوِقْرُ هنا: السحاب المُثقَل بالماء.
﴿فَٱلۡجَـٰرِیَـٰتِ یُسۡرࣰا﴾ الرياح التي تجري بيُسرٍ وهي مُحمَّلةٌ بالسحاب الثقيل.
﴿فَٱلۡمُقَسِّمَـٰتِ أَمۡرًا﴾ الرياح التي تُوزِّعُ ماء المطر هذا على بقاعٍ مختلفةٍ، وهو من تقسيم الرزق الذي هو بيد الله سبحانه، والرياح أداةٌ وسببٌ لا غير.
وتلخّص لنا من هذا القَسَم: تكوين صورة بنسقٍ واحدٍ من إثارة الرياح للسحاب إلى حمله بعد أن يتجمَّع إلى الجريان به، ثم تقسيمه على الأرض، وهذه ظاهرةٌ كونيَّةٌ بديعةٌ تدلُّ على وحدة النظام في هذا الكون الذي أبدَعَه الله ـ.
﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقࣱ﴾ أي: البعث والمعاد.
﴿وَإِنَّ ٱلدِّینَ لَوَ ٰقِعࣱ﴾ الدِّين هنا: الحساب، وواقعٌ أي: حاصلٌ لا محالة.
﴿وَٱلسَّمَاۤءِ ذَاتِ ٱلۡحُبُكِ﴾ أصلُ الحُبُك: النَّسجُ المُتقَن، والسماء منسوجة بأفلاكها ونجومها وكواكبها ومساراتها الدقيقة التي لا يصطدم بعضها ببعض.
﴿إِنَّكُمۡ لَفِی قَوۡلࣲ مُّخۡتَلِفࣲ﴾ متناقض ومضطرب.
﴿یُؤۡفَكُ عَنۡهُ مَنۡ أُفِكَ﴾ يُصرف عن الإيمان من صُرف بعناده وتكبّره.
﴿قُتِلَ ٱلۡخَرَّ ٰصُونَ﴾ دعاء بالهلاك على أصحاب القول المختلف، وهم الخرّاصون، أي: الكذّابون الذين يقولون في الله ورسوله وكتابه ما ليس لهم به عِلم.
﴿ٱلَّذِینَ هُمۡ فِی غَمۡرَةࣲ سَاهُونَ﴾ الغارقون في الضلال والغفلة.
﴿یَسۡـَٔلُونَ أَیَّانَ یَوۡمُ ٱلدِّینِ﴾ يَسألون ازدِراءً وتهكُّمًا عن يوم الحساب والجزاء.
﴿یَوۡمَ هُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ یُفۡتَنُونَ﴾ أي: يُصْلَون في النار.
﴿ذُوقُواْ فِتۡنَتَكُمۡ هَـٰذَا ٱلَّذِی كُنتُم بِهِۦ تَسۡتَعۡجِلُونَ﴾ يقال لهم وهم في النار: ذوقوا عذابَكم الذي كنتم تسألون عنه استهزاءً، وتستعجِلونه تحدِّيًا.
﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِینَ فِی جَنَّـٰتࣲ وَعُیُونٍ ﴿١٥﴾ ءَاخِذِینَ مَاۤ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ﴾ من النعيم، وراضُون به تمام الرضا، فهذا الذي كانوا ينتظرونه ويعملون مِن أجله.
﴿كَانُواْ قَلِیلࣰا مِّنَ ٱلَّیۡلِ مَا یَهۡجَعُونَ﴾ أي: كان نومهم وهجوعهم في الليل قليلًا.
﴿وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ یَسۡتَغۡفِرُونَ﴾ بمعنى أنّهم كانوا مشغُولين في الليل ووقت السحر تحديدًا بالعبادة والاستِغفار.
﴿وَفِیۤ أَمۡوَ ٰلِهِمۡ حَقࣱّ لِّلسَّاۤىِٕلِ﴾ الذي يطلُبُ العَون.
﴿وَٱلۡمَحۡرُومِ﴾ الفقير الذي يتعفَّف عن السؤال.
﴿وَفِی ٱلۡأَرۡضِ ءَایَـٰتࣱ﴾ دلائِل على الإيمان.
﴿وَفِیۤ أَنفُسِكُمۡۚ﴾ دلائِل أيضًا.
﴿وَفِی ٱلسَّمَاۤءِ رِزۡقُكُمۡ﴾ أي: تقدير رزقكم.
﴿وَمَا تُوعَدُونَ﴾ من ثوابٍ وعقابٍ، فكل ذلك مُقدَّرٌ ومحفوظٌ عنده سبحانه.
﴿فَوَرَبِّ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِ إِنَّهُۥ لَحَقࣱّ مِّثۡلَ مَاۤ أَنَّكُمۡ تَنطِقُونَ﴾ أي: إنّ ما جاءكم به الوحي إنّما هو الحقُّ الذي لا شكَّ فيه كما لا تشُكُّون بنُطقكم، وهذا جَارٍ على عادة العرب في التأكيد، كقولك: إنِّي على يقينٍ كما أنِّي أراك وأسمعك.