سورة الحديد تفسير السعدي الآية 14

یُنَادُونَهُمۡ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنَّكُمۡ فَتَنتُمۡ أَنفُسَكُمۡ وَتَرَبَّصۡتُمۡ وَٱرۡتَبۡتُمۡ وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡأَمَانِیُّ حَتَّىٰ جَاۤءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ ﴿١٤﴾

تفسير السعدي سورة الحديد

فيقولون لهم تضرعا وترحما: {أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} في الدنيا نقول: {لا إله إلا الله} ونصلي ونصوم ونجاهد، ونعمل مثل عملكم؟ {قَالُوا بَلَى} كنتم معنا في الدنيا، وعملتم [في الظاهر] مثل عملنا، ولكن أعمالكم أعمال المنافقين، من غير إيمان ولا نية [صادقة] صالحة، بل {فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ} أي: شككتم في خبر الله الذي لا يقبل شكا، {وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ} الباطلة، حيث تمنيتم أن تنالوا منال المؤمنين، وأنتم غير موقنين، {حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} أي: حتى جاءكم الموت وأنتم بتلك الحال الذميمة.
{وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} وهو الشيطان، الذي زين لكم الكفر والريب، فاطمأننتم به، ووثقتم بوعده، وصدقتم خبره.