﴿۞ أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ تَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِم﴾ نزلت في التنبيه إلى خطر المنافقين؛ حيث ارتبطوا بولاءاتٍ خفيَّةٍ مع اليهود.
﴿مَّا هُم مِّنكُمۡ وَلَا مِنۡهُمۡ﴾ بمعنى أنّ اليهود ليسوا منكم، وليسوا من المنافقين، والتعجُّب هنا من أنَّ هؤلاء المنافقين والَوْا قومًا لا يجتمعون معهم في دينٍ ولا في نسبٍ على قومٍ تجمَعُهم بهم أواصِرُ النَّسَب، وإن اختلفوا في الدين.
﴿وَیَحۡلِفُونَ عَلَى ٱلۡكَذِبِ وَهُمۡ یَعۡلَمُونَ﴾ أي: يحلفون لكم أنّهم منكم، لكنّهم كاذبون ويعلمون أنّهم كاذبون.
﴿ٱتَّخَذُوۤاْ أَیۡمَـٰنَهُمۡ جُنَّةࣰ﴾ أي: اتّخذوا أَيمانهم الكاذبة لكم وقايةً لهم عن مُعاقبتهم.
﴿فَصَدُّواْ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ﴾ أي: كان بقاؤهم معكم للصدِّ عن سبيل الله بتخذيل المؤمنين، وإشاعة الشكِّ والوهن فيما بينهم.
﴿یَوۡمَ یَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِیعࣰا فَیَحۡلِفُونَ لَهُۥ كَمَا یَحۡلِفُونَ لَكُمۡ﴾ أي: يحلفون لله يوم الحساب أنّهم كانوا مؤمنين، كما يحلفون لكم اليوم، وهذه حماقةٌ ما فوقها حماقة، وجهالةٌ ما فوقها جهالة.
﴿ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَیۡهِمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ﴾ غلَبَ عليهم وتمكَّن منهم.
﴿أُوْلَــٰۤىِٕكَ حِزۡبُ ٱلشَّیۡطَـٰنِۚ﴾ أعوانه وجنده وأنصاره.
﴿كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِیۤۚ﴾ أي: قضى الله ب
النصر والغلبة لدينه ولرسله
عليهم السلام، وقضَى بالهزيمة والخسران على حزب الشيطان.
﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمࣰا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ یُوَاۤدُّونَ مَنۡ حَاۤدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوۤاْ ءَابَاۤءَهُمۡ﴾ بمعنى أنّ المؤمن الصادق لا يمكن أن يُحبَّ الذين يحاربون الله ورسوله ولو كان فيهم أبوه، وهذا ليس عامًّا في كلِّ الكافرين، بل في المُحارِبين منهم والمُعادِين لله ولرسوله، أمَّا الكافر المسالم فالأَولَى إدامة الصلة معه، ومعاملته بالحسنى علَّ الله يهدي قلبه لهذه الدعوة المباركة.
﴿أُوْلَــٰۤىِٕكَ كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِیمَـٰنَ وَأَیَّدَهُم بِرُوحࣲ مِّنۡهُۖ﴾ أي: هؤلاء الذين امتُحِنوا في آبائهم وأبنائهم وإخوانهم وعشيرتهم فاختاروا الله ورسوله، هؤلاء ثبَّتَ الله في قلوبهم إيمانهم، وأيَّدهم بمدَدٍ من عنده.
﴿أُوْلَــٰۤىِٕكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ﴾ أي: أنصار الله وأحبابه وأولياؤه.
﴿أَلَاۤ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ الفائزون في الدنيا والآخرة.