﴿وَمَا مِن دَاۤبـَّةࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ﴾ كلُّ كائنٍ حيٍّ متحرِّكٍ على هذه الأرض.
﴿إِلَّاۤ أُمَمٌ أَمۡثَالُكُمۚ ﴾ أي: مجاميع، لكلِّ مجموعة نظامها الخاص بها، تتكاثر وتتحرك وتعيش ضمن ناموسها الذي وضعه الله لها، فالتشابه مع البشر إنما هو من حيث التحرُّك ضمن الناموس الكوني، وليس في شكل الخلقة وخصوصيتها؛ لأن كلَّ أمة في هذا الخلق لا تشبه أمة أخرى، فالسباع نفسها لا تتشابه، وكذا الطيور، والأسماك، فعدم مشابهتها للبشر من باب أَولَى.
﴿مَّا فَرَّطۡنَا فِی ٱلۡكِتَـٰبِ مِن شَیۡءࣲۚ ﴾ ما تركنا ولا أهملنا شيئًا، فكلُّ هذه الأمم من الإنس و
الجن وسائر الحيوان قد أحاط الله بها علمًا، ووضع لها نظامها وطريقة عيشها، وقدَّر لها أرزاقها وآجالها.
﴿حَتَّىٰۤ إِذَا فَرِحُواْ﴾ هو فرح البطر والغرور، أما الفرح بفضل الله ونعمته فهو مشروع، وهو الفرح المستوجب للتواضع والشكر.
﴿بَغۡتَةࣰ﴾ فجأة من غير ترقُّب منهم ولا مقدِّمات.
﴿مُّبۡلِسُونَ ﴾ يائِسُون.
﴿فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِینَ ظَلَمُواْۚ ﴾ الدابر هو آخر القوم، وقطع دابر القوم استئصالهم أولهم وآخرهم.
﴿وَٱلَّذِینَ كَذَّبُواْ بِـَٔایَـٰتِنَا یَمَسُّهُمُ ٱلۡعَذَابُ بِمَا كَانُواْ یَفۡسُقُونَ﴾ الفسق الخروج عن الجادَّة، ويطلق على الكفر؛ لأنه خروج عن الإيمان، ويطلق على المعصية؛ لأنه خروج عن الطاعة.
﴿وَأَنذِرۡ بِهِ ٱلَّذِینَ یَخَافُونَ أَن یُحۡشَرُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ ﴾ إشارة إلى أن دعوة الصادقين والجادِّين في البحث، والذين ينتابهم القلق على مصيرهم لئلَّا يقعوا في الباطل أَولَى من الانشغال بمجادلة المعاندين والمتكبرين، مع أن أصل الدعوة للعالمين كلِّ العالمين.