سورة الأنفال تفسير مجالس النور الآية 20

یَــٰۤـأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤاْ أَطِیعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَأَنتُمۡ تَسۡمَعُونَ ﴿٢٠﴾

تفسير مجالس النور سورة الأنفال

المجلس السادس والسبعون: تمايز الصفوف


من الآية (20- 38)


محور هذا المجلس قوله تعالى: ﴿لِیَمِیزَ ٱللَّهُ ٱلۡخَبِیثَ مِنَ ٱلطَّیِّبِ﴾، فالتمايز سنَّة من سنن الله في هذه الحياة، وهو غاية الابتلاء والاختبار ﴿لِیَبۡلُوَكُمۡ أَیُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰاۗ﴾، وقد عرضت سورة الأنفال لصورتين متباينَتَين ومتمايزَتَين:
الصورة الأولى: صورة المؤمنين الطيبين، وقد جاءت ملامحها الجليَّة في هذه التوجيهات الربَّانيَّة، وكما يأتي:
أولًا: الإيمان المقترن بالعمل والتسليم والطاعة ﴿یَــٰۤـأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤاْ أَطِیعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَأَنتُمۡ تَسۡمَعُونَ﴾، ﴿ٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِیبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا یُحۡیِیكُمۡۖ﴾.
ثانيًا: الإيمان المقترن بالعلم وفتح منافذ التلقي ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِینَ قَالُواْ سَمِعۡنَا وَهُمۡ لَا یَسۡمَعُونَ ﴿٢١﴾ ۞ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَاۤبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡقِلُونَ﴾، ﴿یَــٰۤـأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَـتَّـقُواْ ٱللَّهَ یَجۡعَل لَّكُمۡ فُرۡقَانࣰا﴾.
ثالثًا: الإيمان المقترن بالمراقبة والمحاسبة الذاتيَّة ﴿وَٱعۡلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ یَحُولُ بَیۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ وَأَنَّهُۥۤ إِلَیۡهِ تُحۡشَرُونَ﴾.
رابعًا: الإيمان المقترن بالوفاء وحسن الالتزام ﴿یَــٰۤـأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ لَا تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤاْ أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ﴾.
خامسًا: الإيمان المقترن بالإصلاح والحفاظ على هويَّة المجتمع وسلامته ﴿وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةࣰ لَّا تُصِیبَنَّ ٱلَّذِینَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَاۤصَّةࣰۖ﴾.
سادسًا: الإيمان الذي يقود إلى الحياة الأفضل في كلِّ جوانبها ومجالاتها، في الدنيا والآخرة ﴿یَــٰۤـأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِیبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا یُحۡیِیكُمۡۖ﴾، ﴿وَٱذۡكُرُوۤاْ إِذۡ أَنتُمۡ قَلِیلࣱ مُّسۡتَضۡعَفُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ تَخَافُونَ أَن یَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَـَٔاوَىٰكُمۡ وَأَیَّدَكُم بِنَصۡرِهِۦ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾، ﴿یَــٰۤـأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَـتَّـقُواْ ٱللَّهَ یَجۡعَل لَّكُمۡ فُرۡقَانࣰا وَیُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَیِّـَٔاتِكُمۡ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِیمِ﴾ مع الحَيطة والحذر من الفتنة والتنافس المحرَّم ﴿وَٱعۡلَمُوۤاْ أَنَّمَاۤ أَمۡوَ ٰ⁠لُكُمۡ وَأَوۡلَـٰدُكُمۡ فِتۡنَةࣱ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥۤ أَجۡرٌ عَظِیمࣱ﴾.
الصورة الثانية: صورة الكافرين الخبيثين الذين أعماهم الحسد، وأصَمَّهم العناد، وهي الصورة المعكوسة عن الصورة الأولى بكل تفاصيلها وملامحها، يضاف إليها:
أولًا: الكفر المقترن بالتعالي والتكبُّر على الحقِّ ﴿وَإِذۡ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلۡحَقَّ مِنۡ عِندِكَ فَأَمۡطِرۡ عَلَیۡنَا حِجَارَةࣰ مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ أَوِ ٱئۡتِنَا بِعَذَابٍ أَلِیمࣲ﴾ وهي صورة للعناد والمكابرة لا تشبهها صورة في كلِّ ما حكاه القرآن عن المكذِّبين الضالين في الأقوام السالفة حتى فرعون الذي قال: ﴿أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ﴾ [النازعات: 24]، حين أدرَكَه الغرق قال: ﴿ءَامَنتُ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا ٱلَّذِیۤ ءَامَنَتۡ بِهِۦ بَنُوۤاْ إِسۡرَ ٰ⁠ۤءِیلَ وَأَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ﴾ [يونس: 90].
ثانيًا: الكفر المقترن بالتعالي والتكبر على العلم وسدِّ منافذ المعرفة ﴿وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتُنَا قَالُواْ قَدۡ سَمِعۡنَا لَوۡ نَشَاۤءُ لَقُلۡنَا مِثۡلَ هَـٰذَاۤ إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّاۤ أَسَـٰطِیرُ ٱلۡأَوَّلِینَ﴾، ﴿۞ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَاۤبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡقِلُونَ ﴿٢٢﴾ وَلَوۡ عَلِمَ ٱللَّهُ فِیهِمۡ خَیۡرࣰا لَّأَسۡمَعَهُمۡۖ وَلَوۡ أَسۡمَعَهُمۡ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعۡرِضُونَ﴾.
ثالثًا: الكفر المقترن بالتشبُّث بالعادات والتقاليد ولو كانت خرافة وسفاهة ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَیۡتِ إِلَّا مُكَاۤءࣰ وَتَصۡدِیَةࣰۚ﴾.
رابعًا: الكفر المقترن بالصدِّ عن سبيل الله وانتهاك الحرمات ﴿وَمَا لَهُمۡ أَلَّا یُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ یَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا كَانُوۤاْ أَوۡلِیَاۤءَهُۥۤۚ إِنۡ أَوۡلِیَاۤؤُهُۥۤ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ﴾، ﴿وَمَا لَهُمۡ أَلَّا یُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ یَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا كَانُوۤاْ أَوۡلِیَاۤءَهُۥۤۚ إِنۡ أَوۡلِیَاۤؤُهُۥۤ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ﴾.
خامسًا: الكفر المقترن بمعاداة المؤمنين ومحاربتهم بكلِّ أدوات الحرب ﴿وَإِذۡ یَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِینَ كَفَرُواْ لِیُثۡبِتُوكَ أَوۡ یَقۡتُلُوكَ أَوۡ یُخۡرِجُوكَۚ وَیَمۡكُرُونَ وَیَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَیۡرُ ٱلۡمَـٰكِرِینَ﴾.
سادسًا: الكفر الذي يقود إلى الخسارة في الدنيا والعذاب في الآخرة ﴿فَسَیُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَیۡهِمۡ حَسۡرَةࣰ ثُمَّ یُغۡلَبُونَۗ وَٱلَّذِینَ كَفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ یُحۡشَرُونَ﴾ مع أن باب التوبة مفتوحٌ لهم ﴿قُل لِّلَّذِینَ كَفَرُوۤاْ إِن یَنتَهُواْ یُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ﴾، ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ یَسۡتَغۡفِرُونَ﴾.


﴿وَلَا تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ﴾ تنفضُّوا وتتخلوا عنه وتتركوا طاعته ومناصرته.
﴿وَأَنتُمۡ تَسۡمَعُونَ﴾ إشارة إلى صلة الإصغاء بالاستجابة، فمن فتح منافذ المعرفة عنده كان أقرب للحقّ وأَولَى به.
﴿قَالُواْ سَمِعۡنَا وَهُمۡ لَا یَسۡمَعُونَ﴾ سمعوا بآذانهم ولم تسمع قلوبهم، سماع بلا تدبُّر ولا تفكُّر.
﴿۞ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَاۤبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡقِلُونَ﴾ الدوابُّ: كلُّ ما دبَّ على الأرض.
و﴿ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡقِلُونَ﴾ هم كلُّ من عطَّلَ بإرادته منافذ المعرفة، وحجَبَ عقلَه عن التفكير، فهؤلاء شرار الخلق، وأما من وُلد ناقص الأهلية في عقله وحواسِّه فهو معذور، وهو أهلٌ للرحمة والمعونة.
﴿وَلَوۡ عَلِمَ ٱللَّهُ فِیهِمۡ خَیۡرࣰا لَّأَسۡمَعَهُمۡۖ﴾ هذا جَارٍ على سنن الله؛ فمن عطَّل عقلَه وسمعه وبصره استحقَّ هذه النتيجة، وليس في الآية معنى التقدير الجبري الذي يُفقِد المكلَّف القدرة على الاختيار.
﴿لِمَا یُحۡیِیكُمۡۖ﴾ الحياة الطيِّبة والسعادة الدائمة في الدارين، وهذه غاية الرسالة المحمديَّة ﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا رَحۡمَةࣰ لِّلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [الأنبياء: 107].
﴿وَٱعۡلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ یَحُولُ بَیۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ﴾ بمعنى أنّه تعالى أقربُ إلى العبدِ مِن نفسِه، فلا تخفَى عليه خافِية مهما بالَغَ المرءُ في تحسين صورته الظاهرة أمام الناس، والمقصود دعوة المؤمن لمراقبة داخله وأعماله الباطنية، ونيَّته الخفيَّة.
﴿فِتۡنَةࣰ لَّا تُصِیبَنَّ ٱلَّذِینَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَاۤصَّةࣰۖ﴾ لأن المجتمع كالسفينة الواحدة، وظهور الفساد في المجتمع دون نكير يُعرِّض المجتمع كلَّه للهلاك، والمقصود بالآية التنبُّه إلى ضرورة الإصلاح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
﴿إِذۡ أَنتُمۡ قَلِیلࣱ مُّسۡتَضۡعَفُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ﴾ تذكيرٌ بحال المسلمين في مكة.
﴿تَخَافُونَ أَن یَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ﴾ يأخذوكم بسرعة وقوَّة؛ لأنهم أكثر وأقوى منكم.
﴿وَٱعۡلَمُوۤاْ أَنَّمَاۤ أَمۡوَ ٰ⁠لُكُمۡ وَأَوۡلَـٰدُكُمۡ فِتۡنَةࣱ﴾ اختبار وامتحان، وليس فيهما منقصة، فالدنيا كلّها اختبار وامتحان ﴿خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَیَوٰةَ لِیَبۡلُوَكُمۡ﴾ [الملك: 2]، والمقصود التنبُّه لشروط النجاح في هذا الاختبار، وليس الابتعاد والانعزال عنه.
﴿إِن تَـتَّـقُواْ ٱللَّهَ یَجۡعَل لَّكُمۡ فُرۡقَانࣰا﴾ نورًا تفرِّقون به بين الحقِّ والباطل، وظهورًا لرايتكم حتى لا تخفَى، ولا تلتبس برايات الباطل.
﴿لِیُثۡبِتُوكَ أَوۡ یَقۡتُلُوكَ أَوۡ یُخۡرِجُوكَۚ﴾ ثلاثة خيارات كان المشركون يفكرون بها ويعملون على تنفيذها أو تنفيذ واحد منها؛ حبس الرسول ، أو قتله، أو إخراجه من مكة، وقد اختار الله لنبيِّه الخروج، وهو من مكر الله بالمشركين ﴿وَیَمۡكُرُونَ وَیَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ﴾ حيث جاء الخروج بالنصر والفتح والتمكين.
وهنا إشارة إلى أن ما يريده لك العدوُّ بحسب طريقة تفكيره ليس حتمًا أن يكون شرًّا لك، فالواجب النظر في خياراتك وإمكانيَّاتك ومآلات أمورك، ولا عليك بعد هذا إن كانت وافَقَت رغبة العدو أو خالفتها.
﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِیهِمۡۚ﴾ يعني: عذاب الاستئصال؛ لأنه يعمُّ ولا يخصُّ؛ ولذلك إذا أذِنَ الله بهلاك قومٍ وفيهم نبيُّهم أمره بالخروج.
﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ یَسۡتَغۡفِرُونَ﴾ ترغيبٌ لهم بالتوبة والرجوع إلى الحقِّ، وجاء بالفعل المضارع؛ إشعارًا بالحركة والمتابعة، فلو ظهر فيهم بوادر الصلاح والاستجابة للحقِّ ولو على مراحل، ولو طال الزمن، فإن هذا مُؤْذِنٌ برفع العذاب عنهم، بخلاف ما إذا أصرُّوا جميعًا على الكفر، وتعطيل الفكر، وغلق منافذ المعرفة.
﴿وَمَا لَهُمۡ أَلَّا یُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ﴾ أي: كيف لا يستحقُّون العذاب وهم يصدُّون عن المسجد الحرام؟
﴿إِلَّا مُكَاۤءࣰ وَتَصۡدِیَةࣰۚ﴾ صفيرًا بالأفواه وتصفيقًا بالأيدي؛ تشويشًا على صلاة المسلمين وسخرية منهم.
﴿وَیَجۡعَلَ ٱلۡخَبِیثَ بَعۡضَهُۥ عَلَىٰ بَعۡضࣲ فَیَرۡكُمَهُۥ جَمِیعࣰا فَیَجۡعَلَهُۥ فِی جَهَنَّمَۚ﴾ فالخبث مهما تنوَّعَ واختلفت أشكاله وصوره فإن عاقبته واحدة، كالحطب الذي يأتي من أشجارٍ مختلفة وبأشكال مختلفةٍ لكنه يوضع بعضه فوق بعض ثم يُرمى في النار، وهذا مثال للخبث المعنوي في المعتقدات والأعمال الظاهرة والباطنة، والتي تتجمع لمحاربة الحقِّ وأهله لكن عاقبتها الخسران ﴿وَٱلۡعَـٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِینَ﴾.
﴿قُل لِّلَّذِینَ كَفَرُوۤاْ إِن یَنتَهُواْ یُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ﴾ فيه سعة رحمة الله حتى بالكفَّار المحاربين، فبمجرَّد توبتهم واعترافهم بخطيئتهم يغسِل الله ما عليهم، ويعودون كيوم ولَدَتْهم أمهاتهم أنقياء أبرياء، وإذا كان هذا للكافر المحارب، فما بالُك بالمؤمن الذي يخشَى ذنبه ويرجو رحمة ربِّه؟!
﴿فَقَدۡ مَضَتۡ سُنَّتُ ٱلۡأَوَّلِینَ﴾ أي: سنَّة الله فيمَن تقدَّم من الأمم السابقة أن يُهلِكَهم الله إن هم أصرُّوا على الكفر والتكذيب بالحقِّ بعد أن أقام الله عليهم الحجَّة، واستبانَت لهم السبيل.