المجلس السابع والسبعون بعد المائتين: ويلٌ للمطففين
لا تختلف هذه السورة عن السور السابقة من حيث موضوعها المحوري، وهو اليوم الآخر، سوى أنَّ التركيز هنا جاء في الحساب والجزاء، وليس في الساعة وأهوالها، غير أنَّ الذي تميَّزت به السورة استِهلالها بالحديث عن التطفيف في المكيال والميزان، وهذه هي قيمة العدل التي تضمن الحقوق الماليَّة والمادِّيَّة، ثم تتّسع دلالتها لتشمل الحقوق جميعًا؛ إذ الحقوق المعنويَّة لها ميزانها المعنوي، كما أنَّ للحقوق المادِّيَّة ميزانها المادِّي، وهكذا نرى في هذه السور المكِّيِّة اقتران القيم الحياتيَّة والأخلاقيَّة بالمسائل العقديَّة.
ويمكن تلخيص ما ورد في هذه السورة بما يأتي:
أولًا: التنديد بالمُطفِّفين، والتعريف بهم وببشاعة فعلهم، والتنبيه إلى أنَّ هذا لا يكون إلَّا من أولئك الذين لا يؤمنون بالبعث، ولا بيوم الحساب ﴿وَیۡلࣱ لِّلۡمُطَفِّفِینَ ﴿١﴾ ٱلَّذِینَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ یَسۡتَوۡفُونَ ﴿٢﴾ وَإِذَا كَالُوهُمۡ أَو وَّزَنُوهُمۡ یُخۡسِرُونَ ﴿٣﴾ أَلَا یَظُنُّ أُوْلَــٰۤىِٕكَ أَنَّهُم مَّبۡعُوثُونَ ﴿٤﴾ لِیَوۡمٍ عَظِیمࣲ ﴿٥﴾ یَوۡمَ یَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾.
ثانيًا: بيان عاقبة أولئك الفجّار المكذّبين، وما ينتظرهم من غضبٍ إلهيٍّ، وعذابٍ شديدٍ ﴿كَلَّاۤ إِنَّ كِتَـٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِی سِجِّینࣲ ﴿٧﴾ وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا سِجِّینࣱ ﴿٨﴾ كِتَـٰبࣱ مَّرۡقُومࣱ ﴿٩﴾ وَیۡلࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ لِّلۡمُكَذِّبِینَ ﴿١٠﴾ ٱلَّذِینَ یُكَذِّبُونَ بِیَوۡمِ ٱلدِّینِ ﴿١١﴾ وَمَا یُكَذِّبُ بِهِۦۤ إِلَّا كُلُّ مُعۡتَدٍ أَثِیمٍ ﴿١٢﴾ إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَیۡهِ ءَایَـٰتُنَا قَالَ أَسَـٰطِیرُ ٱلۡأَوَّلِینَ ﴿١٣﴾ كَلَّا ۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ یَكۡسِبُونَ ﴿١٤﴾ كَلَّاۤ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ لَّمَحۡجُوبُونَ ﴿١٥﴾ ثُمَّ إِنَّهُمۡ لَصَالُواْ ٱلۡجَحِیمِ ﴿١٦﴾ ثُمَّ یُقَالُ هَـٰذَا ٱلَّذِی كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ﴾.
ثالثًا: بيان عاقبة الأبرار المؤمنين وما أعدَّه الله لهم من أنواع النعيم ﴿كَلَّاۤ إِنَّ كِتَـٰبَ ٱلۡأَبۡرَارِ لَفِی عِلِّیِّینَ ﴿١٨﴾ وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا عِلِّیُّونَ ﴿١٩﴾ كِتَـٰبࣱ مَّرۡقُومࣱ ﴿٢٠﴾ یَشۡهَدُهُ ٱلۡمُقَرَّبُونَ ﴿٢١﴾ إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِی نَعِیمٍ ﴿٢٢﴾ عَلَى ٱلۡأَرَاۤىِٕكِ یَنظُرُونَ ﴿٢٣﴾ تَعۡرِفُ فِی وُجُوهِهِمۡ نَضۡرَةَ ٱلنَّعِیمِ ﴿٢٤﴾ یُسۡقَوۡنَ مِن رَّحِیقࣲ مَّخۡتُومٍ ﴿٢٥﴾ خِتَـٰمُهُۥ مِسۡكࣱۚ وَفِی ذَ ٰلِكَ فَلۡیَتَنَافَسِ ٱلۡمُتَنَـٰفِسُونَ ﴿٢٦﴾ وَمِزَاجُهُۥ مِن تَسۡنِیمٍ ﴿٢٧﴾ عَیۡنࣰا یَشۡرَبُ بِهَا ٱلۡمُقَرَّبُونَ﴾.
رابعًا: ثم عادَت السورة إلى التنديد بأولئك الفُجَّار الظالمين ومواقفهم المشينة من عباد الله المؤمنين، والتذكير بما ينتظر الفريقَين من جزاء يقين ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ أَجۡرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ یَضۡحَكُونَ ﴿٢٩﴾ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمۡ یَتَغَامَزُونَ ﴿٣٠﴾ وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ إِلَىٰۤ أَهۡلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِینَ ﴿٣١﴾ وَإِذَا رَأَوۡهُمۡ قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰۤـؤُلَاۤءِ لَضَاۤلُّونَ ﴿٣٢﴾ وَمَاۤ أُرۡسِلُواْ عَلَیۡهِمۡ حَـٰفِظِینَ ﴿٣٣﴾ فَٱلۡیَوۡمَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ مِنَ ٱلۡكُفَّارِ یَضۡحَكُونَ ﴿٣٤﴾ عَلَى ٱلۡأَرَاۤىِٕكِ یَنظُرُونَ ﴿٣٥﴾ هَلۡ ثُوِّبَ ٱلۡكُفَّارُ مَا كَانُواْ یَفۡعَلُونَ﴾.
﴿وَیۡلࣱ لِّلۡمُطَفِّفِینَ ﴾ وهم الذين عرَّفتهم الآيات التالية: ﴿ٱلَّذِینَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ یَسۡتَوۡفُونَ ﴿٢﴾ وَإِذَا كَالُوهُمۡ أَو وَّزَنُوهُمۡ یُخۡسِرُونَ﴾ فهؤلاء يُحِبُّون أن يستَوفوا آخرَ ما لهم من حقٍّ، ثم يمِيلُون على حقوق الآخرين، وصورته المادِّيَّة: التطفيف بالكَيل والوزن، وحقيقته أوسع من ذلك؛ فهو صورةٌ للظلم المنتشر في العالم باضطراب المعايير، وخضوعها لرغبة الأقوياء على حساب الضعفاء. ﴿أَلَا یَظُنُّ أُوْلَــٰۤىِٕكَ أَنَّهُم مَّبۡعُوثُونَ ﴿٤﴾ لِیَوۡمٍ عَظِیمࣲ ﴿٥﴾ یَوۡمَ یَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ﴾ هذا الاستفهام قُصِدَ به: تعليل هذه الظاهرة الأخلاقيَّة المشينة، وإرجاعها إلى الكفر بيوم الحساب والجزاء، وفيه إشارةٌ إلى أنَّ المؤمن ينبغي أن يكون مُنزَّها عن الخُلُقِ المشين، وهذا الربط تكرَّر في القرآن كثيرًا، كقوله تعالى: ﴿أَرَءَیۡتَ ٱلَّذِی یُكَذِّبُ بِٱلدِّینِ ﴿١﴾ فَذَ ٰلِكَ ٱلَّذِی یَدُعُّ ٱلۡیَتِیمَ ﴿٢﴾ وَلَا یَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِینِ﴾ [الماعون: 1- 3]. ﴿كَلَّاۤ إِنَّ كِتَـٰبَ ٱلۡفُجَّارِ ﴾ أي: كتابهم الذي يُحصِي أعمالهم، والكتاب: اسم جنسٍ يعمُّ جميع كتبهم؛ إذ لكلِّ فاجرٍ كتابه، والفُجَّار وصفٌ لأولئك المُطفِّفين الذين لا يؤمنون بيوم الدين. ﴿ لَفِی سِجِّینࣲ ﴾ أي: أنَّ مصيرهم المُحدَّد لهم وفق ما هو محفوظ في كتبهم سيكون في مكانٍ يُقال له: سِجِّين، واللفظ يُوحِي بالضيق والحبس. ﴿وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا سِجِّینࣱ ﴾ سؤالٌ معترضٌ بين الكتاب وبين وصفه الآتي، ويُقصَدُ به: التهويل والتنبيه إلى خطورة الأمر في ذلك المكان. ﴿كِتَـٰبࣱ مَّرۡقُومࣱ ﴾ هو وصفٌ لكتاب الفُجَّار أنَّه مرقوم، والرَّقْم: الكتابة الظاهرة، بمعنى أنّه مكتوبٌ ومحفوظٌ ومفروغٌ منه، فلا تغيير ولا تعديل. ﴿أَسَـٰطِیرُ ٱلۡأَوَّلِینَ ﴾ أي: ما سطَّره الأولون من قصصٍ وحكاياتٍ لا تستَنِدُ إلى علمٍ، ولا دليلٍ. ﴿كَلَّا ۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ یَكۡسِبُونَ ﴾ هذه مسألةٌ دقيقةٌ، وقد ورَدَت في سياق تعليل موقف المشركين المكذِّبِين بالقرآن الكريم حتى وصَفُوه بأنَّه أساطير الأولين، وخُلاصَتُه: أنَّ هؤلاء قد اكتسبوا جرائم ومظالم كثيرة رانَتْ على قلوبهم فطمَسَتْها، فلم تعُد تنتفع بنور القرآن، وهذا تحذيرٌ للغارقين في ظلمة الغفلة وحمأة المعاصي أنَّ قلوبهم ستصدَأ، وأنَّها لن تستقبل الحقَّّ الذي تستقبله الفِطر السليمة، والرَّيْن: تراكُم الصدأ. ﴿كَلَّاۤ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ لَّمَحۡجُوبُونَ ﴾ فهم أحقَر من أن يسمح لهم برؤية ربِّهم، أو التقرّب من كرامته، فهؤلاء الذين اعتادوا على الآثام والمعاصي، والكفر والظلم أبعَد ما يكونون عن ذلك المقام، لقد حجَبُوا قلوبهم بهذا الرَّان عن رؤية الحقِّ في الدنيا، فعاقَبَهم الله بطَردهم وحَجبهم عن رؤيته في الآخرة، وهذا عذابٌ لا يقدِّرونه اليوم وهم في هذه الغفلة والحمأة، لكنَّهم هناك سيرَونَه أشدَّ عليهم من نار الجحيم. ﴿كَلَّاۤ إِنَّ كِتَـٰبَ ٱلۡأَبۡرَارِ لَفِی عِلِّیِّینَ ﴾ القول في الكتاب تقدّم، وخلاصَتُه أنَّه اسم جنسٍ لا يعني كتابًا واحدًا، بل لكلِّ امرئٍ منهم كتابه، وكونه في علِّيِّين ذكر الكتاب وأراد أصحابه الأبرار بأنَّهم سيرتقون إلى هذا المكان المُشعِر بالرفعة والعلوّ، بمعنى أنّهم بما قدّموه من برٍّ وإحسانٍ مما هو محفوظٌ في هذا الكتاب قد استحقُّوا هذا الوعد الكريم. ﴿وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا عِلِّیُّونَ ﴾ سؤالٌ معترضٌ بين الكتاب ووصفه الآتي، ويُقصَد به: تعظيم شأن هذا المكان الذي أعدَّه الله للأبرار. ﴿كِتَـٰبࣱ مَّرۡقُومࣱ ﴾ هذا وصفٌ لكتاب الأبرار أنّه مكتوبٌ ومحفوظٌ، ومفروغٌ منه. ﴿ یَشۡهَدُهُ ٱلۡمُقَرَّبُونَ ﴾ أي: يحضره المُقرَّبون، وهم المُقرَّبون من الله تعالى، وهو وصفٌ للملائكة، وللصفوة من المؤمنين، وحضور هؤلاء الأكرمين كأنَّه لإظهار احتفائهم وتهنئتهم لهؤلاء الأبرار وهم يأخذون كتبهم مُستبشرين برضا الله تعالى والجنة. ﴿عَلَى ٱلۡأَرَاۤىِٕكِ ﴾ الأرائك: جمع أريكة، وهي السرير. ﴿تَعۡرِفُ فِی وُجُوهِهِمۡ نَضۡرَةَ ٱلنَّعِیمِ ﴾ أي: ترى في وجوههم أثر النعيم والرِّضا من الحُسنِ والبهجة. ﴿یُسۡقَوۡنَ مِن رَّحِیقࣲ مَّخۡتُومٍ ﴿٢٥﴾ خِتَـٰمُهُۥ مِسۡكࣱۚ ﯡ﴾ والرَّحِيق: شرابٌ من أشربة الجَنَّة، وهو اسمٌ من أسماء الخمر، وقال: ﴿ یُسۡقَوۡنَ ﴾ بمعنى أنّهم مخدومون ويُطاف عليهم بهذا الشراب، ومختوم أي: مسدُود، فلا يُفتح إلَّا لشاربه كأنّه مُعدٌّ له، وقد خُتِمَ بالمِسك تطييبًا له، وإكرامًا لصاحبه. ﴿وَفِی ذَ ٰلِكَ فَلۡیَتَنَافَسِ ٱلۡمُتَنَـٰفِسُونَ ﴾ حثٌّ للمؤمنين وللناس أجمعين أن يتنافَسُوا في فعل الخير، وملء صفحاتهم بهذه الحسنات؛ فتلك طريقهم إلى ذلك النعيم، وقد جاءت هذه العِظة اللطيفة اعتراضًا بين أحوال النعيم؛ لتكون أدعى للقبول بعد أن لانَت القلوب، واشتاقت العيون. ﴿ وَمِزَاجُهُۥ مِن تَسۡنِیمٍ ﴾ أي: أنَّ شرابهم المختوم قد خُلِط بشرابٍ آخر يُؤخَذ من عينٍ في الجَنَّة يُقال لها: تَسنِيم، واسمها يُوحِي بعلوِّها ورقَّتِها، فشرابُهم رحيقٌ ممزوجٌ بتسنيمٍ، وفي اللفظَين كفايةٌ للتشويق قبل منظرها وتذوُّقها. ﴿ عَیۡنࣰا یَشۡرَبُ بِهَا ٱلۡمُقَرَّبُونَ ﴾ يحتمل أنَّ المُقرَّبين يشربونها صِرفًا، وأنَّ الأبرار يشربونها مَزْجًا، وفي اسم تسنِيم ما يُوحِي أنّها من السنام؛ أي: المكان المرتفع، كأنَّها تنزل على الأبرار من العلو، ويحتمل أنّ المقرَّبين يشربونها مَزْجًا، بقرينة تعدِّي الشرب بالباء الذي يُشير إلى أنَّهم يشربون بها شرابًا آخر، والله أعلم. ﴿ إِنَّ ٱلَّذِینَ أَجۡرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ یَضۡحَكُونَ ﴿٢٩﴾ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمۡ یَتَغَامَزُونَ ﴾ هذا من الرّانِ الذي رانَ على قلوب أولئك المجرمين؛ فقد كانوا يضحَكون من أصحاب الحقِّ، ويتغامَزون فيما بينهم عليهم، إنَّهم هكذا دائمًا لاهُون عابِثون مُستهزِئون مُستكبِرون، فمِن أين يعرف الحقُّ طريقًا إلى قلوبهم وهي مُغلّفةٌ بهذه الأغلفة، ومحجوبةٌ بكلِّ هذا الكدر والرَّان. ﴿ وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ إِلَىٰۤ أَهۡلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِینَ ﴾ أي: لم يكتَفُوا بذلك في مجالسهم وطرقاتهم، بل إنّهم إذا رجعوا إلى بيوتهم وجلسوا مع أهلهم كانوا كذلك يضحَكون في غفلةٍ عمّا ينبغي أن يُفكِّروا فيه، وكأنَّهم في مأمنٍ من الحساب والعقاب. ﴿ وَإِذَا رَأَوۡهُمۡ قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰۤـؤُلَاۤءِ لَضَاۤلُّونَ ﴾ أي: يتّهمون المؤمنين بالضلال، ويقصِدون به: الجهل والابتعاد عن طريق الآباء والأجداد. ﴿ وَمَاۤ أُرۡسِلُواْ عَلَیۡهِمۡ حَـٰفِظِینَ ﴾ بمعنى أنَّ هؤلاء الفُجَّار المجرمين كان بإمكانهم أن يدَعُوا الناس وشأنهم، فهم ليسوا مُكلَّفين بملاحقة الناس، وتسجيل أعمالهم والحكم عليهم. ﴿ فَٱلۡیَوۡمَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ مِنَ ٱلۡكُفَّارِ یَضۡحَكُونَ ﴾ هذا جزاءٌ من جنس العمل، وهو من مُقتَضى العدل الإلهي. ﴿ هَلۡ ثُوِّبَ ٱلۡكُفَّارُ مَا كَانُواْ یَفۡعَلُونَ ﴾ هذا سؤالٌ تقريريٌّ؛ معناه: تأكيد أنَّ الكفار قد نالوا جزاءهم العادل، كما توعَّدَهم الله تعالى، فلم يفلِتُوا من قدرته، ولم يجدوا لهم من دونه مفرًّا ولا مهربًا.