﴿وَٱلۡفَجۡرِ﴾ يُقسِمُ الله تعالى بالفجر الذي هو أوَّل النهار؛ تنبيهًا لفضل هذا الوقت، فهو بداية النهوض للأعمال والواجبات اليوميَّة، وأوَّلها صلاة الفجر، وحيثما كانت بداية العمل صحيحة كانت خاتمته كذلك.
﴿وَلَیَالٍ عَشۡرࣲ﴾ هي ليالٍ معظَّمةٌ ومتتابعةٌ، وليس في الإسلام عشر معظمات ومتتاليات إلَّا أواخر رمضان وأوائل ذي الحجة، ولا أرى مانعًا من إرادتهما معًا؛ فإن تعيَّنت إحداها فالأقربُ عشر ذي الحجة؛ لأنَّ
سورة الفجر سورة مكِّيَّة، وهي من أوائل ما نزل من القرآن، ولم يكن ثمَّة تشريع صومٍ ولا حجٍّ، إلَّا أنَّ العرب كانوا يعرفون أيَّام الحجِّ وكانوا يحجُّون، وهذا مِمَّا بقي عندهم من الديانة الإبراهيميَّة، فالقَسَم بهذه الليالي يكون مفهومًا عندهم وإن كانوا قد غيَّروا وزادوا ونقصوا.
إضافةً إلى أنَّ التنبيه المُبكِّر إلى الحجِّ وما يتعلَّق به يربط هذه الرسالة بجذورها الإبراهيميَّة، ويرسِّخ الارتباط بمكَّة، فهنا تكون القضيَّة قضيَّة هويَّةٍ وانتماء، وليست شعائر تعبديَّة مجرَّدة، وذاك هو الأنسَب مع بداية التنزيل والتكوين، أمَّا أواخر رمضان فيكون القسَم بها تنبيهًا للمؤمنين فقط على ما سيأتي من تشريعٍ يخصُّ هذه الليالي، والله أعلم.
﴿وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ﴾ الأرجَح وفق مُقتضى السياق أنَّهما وقتان زمنيَّان، وليس مِن وقتٍ يقال له: وَتْر وآخر يقال له: شَفْع - وهما على صِلةٍ بعشر ذي الحجة - إلَّا يوم عرفة؛ فهو الوتر لأنَّه التاسع من ذي الحجة، وعيد الأضحى فهو العاشِر، وهما داخلان في العشر، إلَّا أنَّ تخصيصهما بالقسَم يُنبِّهُ إلى أهميتهما وأفضليتهما، والله أعلم.
﴿وَٱلَّیۡلِ إِذَا یَسۡرِ﴾ أي: توالَت ساعاته ومضى منها ما مضى، وهذا وقت عتمة الليل، وقد جاء القسَم به مُكمِّلًا للفجر؛ فالليل والنهار آيتان من آيات الله مُتكاملتان متناسقتان مع ما بينهما من اختلافٍ وتضادٍّ.
﴿هَلۡ فِی ذَ ٰلِكَ قَسَمࣱ لِّذِی حِجۡرٍ﴾ الحِجْر: العقل؛ سُمِّي به لأنَّه يمنع صاحبَه من الزلل، والمقصود: دعوة كلّ صاحب عقلٍ إلى أن يُفكِّر في هذا القسَم ويفهمه ويتدبّره.
﴿أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ﴾ وهم قوم هودٍ
عليه السلام.
﴿إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ﴾ إرَم اسم آخر لعاد، والمعروف أنَّه اسم لجدٍّ من أجدادهم تنتسِبُ إليه قبيلة عاد، وعاد اسم جدِّهم الأدنى، وقد نصَّ القرآن على الاسمَين معًا؛ تحرُّزًا من أن ينصرِف الذهنُ إلى قبيلةٍ أخرى تُسمّى عادًا، وهي موجودةٌ إلى اليوم، وهي غيرُ عادٍ الأولى.
وقوله:
﴿ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ﴾ أي: الأبنية العالية؛ من قصورٍ وحصونٍ ومصانع، كما أخبر عنهم في سورة
الشعراء:
﴿أَتَبۡنُونَ بِكُلِّ رِیعٍ ءَایَةࣰ تَعۡبَثُونَ ﴿١٢٨﴾ وَتَـتَّـخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمۡ تَخۡلُدُونَ﴾ [الشعراء: 128، 129]، والرِّيعُ هو: المكان المرتفع، وعلى هذا يُصبح معنى العماد واضحًا.
﴿ٱلَّتِی لَمۡ یُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِی ٱلۡبِلَـٰدِ﴾ اختلف أهل التفسير في عود الضمير الذي في
﴿مِثۡلُهَا﴾؛ فمال الأكثرون إلى أنَّه يعود إلى (عادٍ)، بمعنى أنَّ الله لم يخلُق مثل هذه القبيلة في القوّة والشدّة، وقد مالوا إلى هذا احتِرازًا من نسبة الخلق لغير الله، والأقرب إلى السياق أنَّه وصفٌ للعماد، بمعنى أنَّ عادًا بنَت قصورها على المرتفعات الشامخة بطريقةٍ لم تكن معهودة في تلك البلاد، ومعنى الخلق هنا: الابتكار والاختراع، أمَّا أنَّ الله ميَّزهم في خِلقتهم عن غيرهم، فهذا بحاجةٍ إلى دليلٍ مستقلٍّ، أمَّا التميُّز بالبناء فهو الأقرب والأكثر شيوعًا، وكذلك هو الأنسب للفظة:
﴿ٱلۡبِلَـٰدِ﴾ فإنَّما تتمايَز البلاد وتتنافس بعمرانها لا بأشكال أفرادها.
وقد جرّ القول بتميُّز خلقة عادٍ عن غيرهم إلى القول بخرافاتٍ وأساطير عن طولهم وقدراتهم الخارقة؛ مثل أنَّ أحدهم كان يحمِل الصخرة من الجبل فيُهلِك بها أُمَّة من الناس، مِمَّا لا يستقيم في العقل، ولا دليل عليه من النقل.
﴿وَثَمُودَ ٱلَّذِینَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ﴾ ثمود هم قوم صالحٍ
عليه السلام، وقد كان بناؤهم في الأرض المُنبسِطة السهلة على خلاف عاد التي كان بناؤها في المرتفعات، و
﴿جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ﴾ أي: قطَّعُوه ونحَتُوه، و
﴿بِٱلۡوَادِ﴾ إشارةٌ إلى أنَّهم كانوا أهل سَقيٍ وزرعٍ ونعيمٍ، كما أخبر عنهم في
الشعراء:
﴿أَتُتۡرَكُونَ فِی مَا هَـٰهُنَاۤ ءَامِنِینَ ﴿١٤٦﴾ فِی جَنَّـٰتࣲ وَعُیُونࣲ ﴿١٤٧﴾ وَزُرُوعࣲ وَنَخۡلࣲ طَلۡعُهَا هَضِیمࣱ﴾ [الشعراء: 146- 148].
﴿وَفِرۡعَوۡنَ ذِی ٱلۡأَوۡتَادِ﴾ أي: صاحب الملك والسلطان المُثبَّت بأسباب القوة، والأوتاد هنا مأخوذة على سبيل التشبيه والاستعارة من وَتَد الخيمة الذي تثبّت به.
﴿ٱلَّذِینَ طَغَوۡاْ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ﴿١١﴾ فَأَكۡثَرُواْ فِیهَا ٱلۡفَسَادَ﴾ إشارةٌ إلى التلازم بين الطغيان والفساد؛ فالطغيان لا يقوم إلَّا على فسادٍ وتحلُّلٍ في المجتمعات، كما قال تعالى:
﴿فَٱسۡتَخَفَّ قَوۡمَهُۥ فَأَطَاعُوهُۚ﴾ [الزخرف: 54]، ثم يَعمد الطغاةُ إلى زيادة هذا الفساد وتكثيره؛ لأنَّ فيه أسباب دوام سلطانهم، وأخشَى ما يخشاه الطغاة وجود مجتمعٍ مُتعلِّمٍ واعٍ بحقوقه، وقويٍّ بوحدته وتماسُكه.
﴿فَصَبَّ عَلَیۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ﴾ صبُّ العذاب يعني: إفراغه عليهم بسرعة وقوة، وذِكرُ السوط فيه إشارةٌ إلى معنى الإذلال، وهو من باب التشبيه والاستعارة.
﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ﴾ تشبيهٌ مُركَّبٌ بحالة من يتّخذ مكانًا يرصد فيه حركة عدوِّه حتى يكون على علمٍ تام به، والله ـ غنيٌّ عن الرصد، وإنَّما أرادَ أنَّه عالم بحركاتهم وسكناتهم، وأنَّهم جميعًا تحت سمعه وبصره، وتحت حكمه وقدرته، لا يخفَى منهم مُختفٍ، ولا يفلِت منهم هارِبٌ.
﴿فَأَمَّا ٱلۡإِنسَـٰنُ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ رَبُّهُۥ فَأَكۡرَمَهُۥ وَنَعَّمَهُۥ فَیَقُولُ رَبِّیۤ أَكۡرَمَنِ ﴿١٥﴾ وَأَمَّاۤ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ فَقَدَرَ عَلَیۡهِ رِزۡقَهُۥ فَیَقُولُ رَبِّیۤ أَهَـٰنَنِ﴾ بمعنى أنَّه يرى المال والترفُّه في الدنيا هو مِعيارُ الإكرام، والمِقياس الذي يتفاوَتُ فيه الناس، وإذا ترسَّخ هذا المفهوم الخاطِئ صارَ صاحب المال يرى أنَّه هو صاحب الحقِّ، وأنَّ الذين يُخالفونه هم أهل الباطل مهما كان عِلمُهم وأمانتهم وخُلقهم، وبهذا المقياس كانت قريش ترى أنَّها أَولَى بالحقِّ من الفقراء الذين اتبَعوا مُحمدًا
ﷺ.
وقد تضمَّن النقدُ القرآني لهذا المعيار الظالم الآثِم بيان حِكمة الله في هذا التفاوُت بتكرار قوله مع الغنيِّ ومع الفقير:
﴿إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ﴾؛ فالغِنى ابتلاءٌ، والفقرُ ابتلاءٌ، والغنيُّ مُبتلى بالفقير، والفقيرُ مبتلى بالغنيِّ، كابتلاء القوي بالضعيف، والضعيف بالقوي، والحاكم بالمحكوم، والمحكوم بالحاكم، فالدنيا كلّها ابتلاء، وكلّ تفاوتٍ فيها ابتلاء، وإنّما العبرة بأداء الواجب والاعتراف بالحقِّ لأهله، وإبراء الذمة وتحقيق الأمانة والعدل في كلِّ ذلك.
﴿كَلَّا ۖ بَل لَّا تُكۡرِمُونَ ٱلۡیَتِیمَ﴾ إشارة إلى أنَّ اليتيم يستحقُّ من مجتمعه الإكرام والرعاية والتلطُّف به، لا مُجرَّدَ التصدُّق عليه؛ فحاجته إلى الرعاية المعنويَّة لا تقلُّ عن حاجته إلى الرعاية المادِّيَّة، إضافةً إلى أنَّ بعض الأيتام قد يكونون أغنياء فلا يحتاجون إلى الصدقة.
﴿وَلَا تَحَـٰۤضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِینِ﴾ هذه هي المجتمعات المُفكَّكة، والتي تُعاني من الانعزال الطبقي؛ حيث يعيش الأثرياء في عالمهم الخاص وعلاقاتهم المحصورة فيما بينهم، بينما يعيش الفقراء في عالمٍ آخر بعلاقاتهم وهمومهم ومُشكلاتهم، من هنا جاء النقد القرآني موجَّهًا إلى هذه الصورة الطبقيَّة، بمعنى أنَّ أولئك الأثرياء لا ينتبِهون إلى هؤلاء الفقراء؛ وبالتالي فهم لا يتواصَون بهم وبتقديم العَون لهم.
و
﴿تَحَـٰۤضُّونَ﴾ أي: يحضُّ بعضكم بعضًا، والحضُّ: الحثُّ والمتابعة، و
﴿طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِینِ﴾ أي: مُعاونة المسكين في كلِّ ما يحتاج إليه من ملبسٍ ومسكنٍ، وعلاجٍ وتعليمٍ، وإنَّما اكتفى بذكر الطعام تمثيلًا لحاجة المسكين، وليس حصرًا لها.
﴿وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلࣰا لَّمࣰّا﴾ أي: تستأثِرون بالميراث وتأكلونه جميعًا، فتمنعون منه الضِّعاف؛ كالنساء والأيتام، و
﴿لَّمࣰّا﴾ أي: جَمعًا، فلا تُفرِّقون بين حلالٍ وحرامٍ، ولا بين ما هو حقٌّ لكم وما هو حقٌّ لغيركم.
﴿وَتُحِبُّونَ ٱلۡمَالَ حُبࣰّا جَمࣰّا﴾ أي: كثيرًا، وحبُّ المال بذاته غريزةٌ لا تُوصَف بخيرٍ ولا بشرٍّ؛ فهي شهوةٌ من الشهوات المغروسة في الإنسان لتأدية وظائفه على هذه الأرض، فكما أنَّ شهوةَ الجنسِ سببٌ لاستمرار النوع، وتعاقُب الأجيال، فشهوةُ المالِِ سببٌ للعمل وإحياء الأرض وتعميرها، إلَّا أنَّ السياق هنا متعلِّقٌ بأولئك الذين جعلوا المال معيارًا للتفاضل، ولتقسيم المجتمع إلى طبقاتٍ متباينةٍ ومعزولةٍ، وجعلوه أداةً للظلم، وسببًا لإهانة الآخرين وهضم حقوقهم.
﴿كَلَّاۤۖ إِذَا دُكَّتِ ٱلۡأَرۡضُ دَكࣰّا دَكࣰّا﴾ بمعنى أنَّ معاييركم تلك سترَون بطلانها يوم تُدَكُّ الأرض دكًّا دكًّا، وذلك يوم القيامة، وتكرار لفظة
﴿دَكࣰّا﴾ للتأكيد، وليست للتكرار؛ بقرينة قوله تعالى:
﴿وَحُمِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَٱلۡجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةࣰ وَ ٰحِدَةࣰ﴾ [الحاقة: 14]، والله أعلم.
﴿وَجَاۤءَ رَبُّكَ﴾ هذه من الصفات الخبريَّة التي نؤمن بها كما جاءت، ولا يُمكن للعقل إدراك صورتها على ما هي عليه؛ لأنَّها ليست مما يعهَده الذهن، والمقصود منها: إضفاء الجلال الكبير على ذلك الموقف الرهيب، حتى يندفِع الإنسان لتهيّبه والاستعداد له.
﴿وَٱلۡمَلَكُ صَفࣰّا صَفࣰّا﴾ أي: صفًّا بعد صفٍّ، فالتكرار هنا للترتيب وليس للتأكيد، وهذه صورةٌ أخرى من صور ذلك اليوم، وفيها إضافةٌ لمعنى الجلال والرهبة.
﴿وَجِاْیۤءَ یَوۡمَىِٕذِۭ بِجَهَنَّمَۚ﴾ أي: بُرِّزت لأهلها واستعدَّت لاستقبالهم، كما قال تعالى:
﴿وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِیمُ لِلۡغَاوِینَ﴾ [الشعراء: 91].
﴿یَوۡمَىِٕذࣲ یَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَـٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ﴾ ذلك الإنسان الخاسر الذي لم تنفعه الذكرى في حياته، حتى إذا صدَمَتْه الآخرة بأهوالها راحَ يتذكَّر ما فاتَه، ويتذكَّر دعوة الرسل ولا تنفعه الذكرى، ويندم ولا ينفعه الندم.
﴿یَقُولُ یَـٰلَیۡتَنِی قَدَّمۡتُ لِحَیَاتِی﴾ أي: لآخرتي؛ فالآخرة هي الحياة الباقية التي تستحقُّ اسمَ الحياة أكثر من الدنيا، لكن الإنسانَ محجوبٌ عن هذه الحقيقة بهذا المتاع الزائل، فإذا زال زال الحجاب وانكشفت الحقائق كما هي.
﴿فَیَوۡمَىِٕذࣲ لَّا یُعَذِّبُ عَذَابَهُۥۤ أَحَدࣱ ﴿٢٥﴾ وَلَا یُوثِقُ وَثَاقَهُۥۤ أَحَدࣱ﴾ أي: ليس هناك عذابٌ كعذاب الله، وليس هناك وثاقٌ كوثاقه، والمقصود بالوثاق: أنَّ المجرم خاضِعٌ لحكم الله وسلطانه فلا يفلِت منه، وهو موثوقٌ أيضًا بالسلاسل والأغلال، وهذا تهديدٌ لكلِّ خارجٍ عن طريق الله مُعلِنٍ عداوته لأوليائه، وفيه أيضًا يتجلَّى وعيده تعالى الذي أقسَمَ عليه في صدر السورة:
﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ﴾.
﴿یَـٰۤأَیَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَىِٕنَّةُ﴾ بإيمانها وحُسن عملها وثقَتها بربِّها، وهذه الصورة الجميلة الرحيمة التي تُقابل صورة العذاب والوثاق تلك، وهكذا يقرِن القرآن الوعدَ بالوعيد، والترغيبَ بالترهيب.
﴿ٱرۡجِعِیۤ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِیَةࣰ مَّرۡضِیَّةࣰ﴾ راضِية بالله وثوابه، مرضيَّة عند الله ثم عند الصفوة من عباده الأبرار وملائكته الأطهار.
﴿فَٱدۡخُلِی فِی عِبَـٰدِی﴾ أي: كوني معهم وفي عدادهم، وأضافَهم تعالى إلى نفسه إكرامًا لهم.
﴿وَٱدۡخُلِی جَنَّتِی﴾ أضافَ الجنة أيضًا إلى نفسه؛ إعلاءً لشأنها، وتأكيدًا لإكرام عباده فيها، وتقديم الدخول في العباد على الدخول في الجَنَّة إشارة إلى أنَّ ولاء المؤمن لعباد الله الصالحين ومحبته لهم كان سببًا في دخوله الجنة معهم، والله أعلم.
وهو الذي نتضرَّعُ إليه سبحانه أن يُدخِلَنا في عباده، وأن يُدخِلَنا في جنَّته راضِين مرضيِّين مُطمئنِّين.