﴿أَتَبۡنُونَ بِكُلِّ رِیعٍ ءَایَةࣰ تَعۡبَثُونَ﴾ أنكر عليهم الانشغال بالدنيا، والتباهي بالأبنية الشامخة فوق كلِّ مكانٍ مرتفعٍ إظهارًا للقوة والمنَعَة، مع قسوة القلب، والغفلة عن طريق الآخرة.
والعُمران بأصله مشروعٌ، لكنَّه لمَّا كان رياءً ومباهاةً وتعاليًا على الحقِّ والخلق، سمَّاه عبَثًا، والرِّيعُ: المكان المرتفع، و
﴿ءَایَةࣰ﴾ هنا: البناءُ الشاخِصُ.
﴿وَتَـتَّـخِذُونَ مَصَانِعَ﴾ بما يُناسِبُ ذلك
العصر من أدوات الري، والزراعة، وتجميع المياه، وكذا السلاح وأدوات القتال، وربما كان عندهم غير ذلك مما لم يصِلنا عنه خبر، والله أعلم.
﴿إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّا خُلُقُ ٱلۡأَوَّلِینَ﴾ يحتمل أنَّهم يُشيرون إلى مواعظ نبيِّهم لهم، وأنها من موروث الأقدمين وأساطيرهم، وهو تعليلٌ لرفض دعوته ورسالته، ويحتمل أنهم يُشيرون إلى ما عندهم مِن دينٍ وثنيٍّ وعاداتٍ باطلةٍ، بمعنى أن هذا من موروث آبائِهم وأجدادِهم، فهم مُتمسِّكون به ولا يرضون عنه بديلًا، وهو تعليلٌ أيضًا لرفض دعوته، فتكون النتيجة واحدة، والله أعلم.
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ﴾ فبعزَّته أهلك عادًا، وبرحمته نجَّى هودًا.
﴿أَتُتۡرَكُونَ فِی مَا هَـٰهُنَاۤ ءَامِنِینَ﴾ أتظنُّون أنكم مُخلَّدون في هذا النعيم، وأنكم بمأمنٍ مِن الموت والعذاب؟
﴿وَنَخۡلࣲ طَلۡعُهَا هَضِیمࣱ﴾ الطَّلْع: عِذْق النخلة الذي يحمل رُطَبِها، والهَضِيمُ: الرُّطَبُ اليانع الجاهز للأكل.
﴿وَتَنۡحِتُونَ مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُیُوتࣰا فَـٰرِهِینَ﴾ تنحِتون بيوتًا في الجبال بمهارةٍ وإتقانٍ، ترفًا ومباهاةً.
﴿وَلَا تُطِیعُوۤاْ أَمۡرَ ٱلۡمُسۡرِفِینَ﴾ والإسراف هنا: الإفراط في الكفر والطغيان، وتبذير المال.
﴿إِنَّمَاۤ أَنتَ مِنَ ٱلۡمُسَحَّرِینَ﴾ أي: المسحُورين، وفي المُسحَّرين مبالغةٌ وزيادةٌ في المعنى.
﴿فَعَقَرُوهَا﴾ تعدَّوا عليها وذبَحوها.
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ﴾ فبعزَّته أهلك ثمود، وبرحمته نجَّى صالحًا.