سورة القصص تفسير مجالس النور الآية 47

وَلَوۡلَاۤ أَن تُصِیبَهُم مُّصِیبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَیۡدِیهِمۡ فَیَقُولُواْ رَبَّنَا لَوۡلَاۤ أَرۡسَلۡتَ إِلَیۡنَا رَسُولࣰا فَنَتَّبِعَ ءَایَـٰتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ﴿٤٧﴾

تفسير مجالس النور سورة القصص

المجلس الرابع والسبعون بعد المائة: الدعوة المحمدية


من الآية (44- 57)


بعد شَرحِ القرآن لقصَّة موسى عليه السلام، التَفَتَ إلى واقع الدعوة المُحمدية في مكة، وهي محل الخطاب، والمقصود بكلِّ تلك القصص وما فيها من دروسٍ وعبرٍ، مع تأكيد متواصل ومكرر لطبيعة الصلة بين الدعوتين المحمديَّة والموسويَّة وأهميَّتها وخصوصيَّتها، ويمكن استخلاص المعاني التي وردت في هذا السياق بالآتي:
أولًا: ذكَّر القرآن بمعالم من قصَّة موسى عليه السلام، في سياق التأكيد أن القصَّة هذه من وحي الله، وأنَّ مُحمدًا لم يكن يعلَمُ عنها شيئًا، وأنَّ الغايةَ مِن كلِّ هذا استمرار الرسالة الإلهيَّة بما تحمِلُه من بشارةٍ ونذارةٍ، وهدًى ورحمة ﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلۡغَرۡبِیِّ إِذۡ قَضَیۡنَاۤ إِلَىٰ مُوسَى ٱلۡأَمۡرَ وَمَا كُنتَ مِنَ ٱلشَّـٰهِدِینَ ﴿٤٤﴾ وَلَـٰكِنَّاۤ أَنشَأۡنَا قُرُونࣰا فَتَطَاوَلَ عَلَیۡهِمُ ٱلۡعُمُرُۚ وَمَا كُنتَ ثَاوِیࣰا فِیۤ أَهۡلِ مَدۡیَنَ تَتۡلُواْ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتِنَا وَلَـٰكِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِینَ ﴿٤٥﴾ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذۡ نَادَیۡنَا وَلَـٰكِن رَّحۡمَةࣰ مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمࣰا مَّاۤ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِیرࣲ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ یَتَذَكَّرُونَ﴾.
ثانيًا: أنذر القرآن المشركين بعد أن أقام عليهم الحُجَّة، حتى لم يَبقَ لهم عُذرٌ يعتذرون به ﴿وَلَوۡلَاۤ أَن تُصِیبَهُم مُّصِیبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَیۡدِیهِمۡ فَیَقُولُواْ رَبَّنَا لَوۡلَاۤ أَرۡسَلۡتَ إِلَیۡنَا رَسُولࣰا فَنَتَّبِعَ ءَایَـٰتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾.
ثالثًا: أورد القرآن اعتراضًا للمشركين ليس له وَجهٌ، ولا ينمُّ عن علمٍ ولا نظر ﴿فَلَمَّا جَاۤءَهُمُ ٱلۡحَقُّ مِنۡ عِندِنَا قَالُواْ لَوۡلَاۤ أُوتِیَ مِثۡلَ مَاۤ أُوتِیَ مُوسَىٰۤۚ﴾، فردَّ القرآنُ عليهم: ﴿أَوَلَمۡ یَكۡفُرُواْ بِمَاۤ أُوتِیَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۖ قَالُواْ سِحۡرَانِ تَظَـٰهَرَا وَقَالُوۤاْ إِنَّا بِكُلࣲّ كَـٰفِرُونَ﴾.
وواقع المشركين يشهدُ بأنَّهم مُخالفِون لرسالة موسى، مع مخالفتهم لرسالة محمد عليهما السلام؛ إذ نقضوا أصلَ الرسالتين باتخاذهم الأصنام آلهةً من دون الله، وكفرهم باليوم الآخر.
رابعًا: أثبت القرآن بطلان اعتراض المشركين، وأنهم غير صادقين في دعواهم، وإنما هو الضلال الناتج عن نزعة الهوى ﴿قُلۡ فَأۡتُواْ بِكِتَـٰبࣲ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمَاۤ أَتَّبِعۡهُ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ ﴿٤٩﴾ فَإِن لَّمۡ یَسۡتَجِیبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا یَتَّبِعُونَ أَهۡوَاۤءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَیۡرِ هُدࣰى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ﴿٥٠﴾ ۞ وَلَقَدۡ وَصَّلۡنَا لَهُمُ ٱلۡقَوۡلَ لَعَلَّهُمۡ یَتَذَكَّرُونَ﴾.
خامسًا: أثنَى الله على طائفة من أهل الكتاب الذين آمنوا بالكتاب السابق والكتاب اللاحق، فأسلموا لله مرَّتين: مرَّةً باتباعهم للنبيين السابقين، ومرَّةً باتباعهم للنبيِّ الخاتم عليه وعلى إخوانه الصلاة والتسليم ﴿ٱلَّذِینَ ءَاتَیۡنَـٰهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِهِۦ هُم بِهِۦ یُؤۡمِنُونَ ﴿٥٢﴾ وَإِذَا یُتۡلَىٰ عَلَیۡهِمۡ قَالُوۤاْ ءَامَنَّا بِهِۦۤ إِنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّنَاۤ إِنَّا كُنَّا مِن قَبۡلِهِۦ مُسۡلِمِینَ ﴿٥٣﴾ أُوْلَــٰۤىِٕكَ یُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَیۡنِ بِمَا صَبَرُواْ وَیَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّیِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ ﴿٥٤﴾ وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ وَقَالُواْ لَنَاۤ أَعۡمَـٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَـٰلُكُمۡ سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُمۡ لَا نَبۡتَغِی ٱلۡجَـٰهِلِینَ﴾.
سادسًا: أكَّد القرآنُ أنَّ الهدايةَ بيدِ الله وحده على وفق سُننه في الابتلاء والاختبار، وليست بالأمانيِّ؛ فمَن اختارَ طريقَ الهداية هُدِيَ، ومَن اختارَ طريق الضلالة ضَلَّ ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِی مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِینَ﴾.
سابعًا: أورَدَ القرآن اعتراضًا ثانيًا للمشركين: ﴿وَقَالُوۤاْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلۡهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفۡ مِنۡ أَرۡضِنَاۤۚ﴾ وهو اعتراضٌ سياسيٌّ ربما اعتذر به نفَرٌ منهم ممن لم يتجرَّأ على المجاهرة بالتكذيب، فهم يُعربون عن خوفهم من محاربة العرب لهم إن خالفوهم فيما يعتقدون؛ إذ كانت قريش سيِّدة العرب بموقعها الديني، وسيطرتها على شعائر الحج، ورعايتها للحَجِيج.
وقد ردَّ القرآن هذا الاعتراض أو الاعتذار: ﴿أَوَلَمۡ نُمَكِّن لَّهُمۡ حَرَمًا ءَامِنࣰا یُجۡبَىٰۤ إِلَیۡهِ ثَمَرَ ٰ⁠تُ كُلِّ شَیۡءࣲ رِّزۡقࣰا مِّن لَّدُنَّا وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ﴾ بمعنى أنهم عندهم من الأمن ومن الرزق ما يُطمئِنُهم، ويدفع عنهم هذا الخوف، وقد أثبتَت الوقائع فيما بعد أنَّ العرب كانت تنظر في تديُّنها إلى قريش، فلما أسلَمَت أسلَمُوا ودخلوا في دين الله أفواجًا.


﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلۡغَرۡبِیِّ إِذۡ قَضَیۡنَاۤ إِلَىٰ مُوسَى ٱلۡأَمۡرَ﴾ أي: لم تكن يا محمد في الجانب الغربي من الجبل، والمقصود أنك لم تكن في تلك البقعة، وها أنت تَروِي لقومك تفصيلَ قصَّة موسى مما لا عِلم لهم به، وهذا دليلٌ على نبوَّتك وصدق رسالتك.
﴿وَمَا كُنتَ مِنَ ٱلشَّـٰهِدِینَ﴾ وما كنت مِن الحاضِرِين.
﴿وَمَا كُنتَ ثَاوِیࣰا فِیۤ أَهۡلِ مَدۡیَنَ﴾ أي: وما كنت يا محمد مُقيمًا مع أهل مدين، وها أنت تقصُّ على قومك قصَّة موسى مع أهل مدين، وزواجه منهم، ومُكُوثه سنين بين ظهرانيهم، وما دارَ بينه وبين ذلك الشيخ الصالح، فكلُّ هذا دلائل مُستفيضةٌ على صدق رسالتك ﴿وَلَـٰكِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِینَ﴾.
﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذۡ نَادَیۡنَا وَلَـٰكِن رَّحۡمَةࣰ مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمࣰا مَّاۤ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِیرࣲ مِّن قَبۡلِكَ﴾ تأكيدٌ لما مضى، وبيانٌ لمصدر هذه المعلومات، وهو الوحي والنبوَّة، وأنَّ الغاية من كلِّ هذا إنذار الخلق بصوت الحقِّ، وما فيه من بيانٍ لطريق النجاة، وتحقيق الرحمة والسعادة الأبدية.
﴿وَلَوۡلَاۤ أَن تُصِیبَهُم مُّصِیبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَیۡدِیهِمۡ فَیَقُولُواْ رَبَّنَا لَوۡلَاۤ أَرۡسَلۡتَ إِلَیۡنَا رَسُولࣰا فَنَتَّبِعَ ءَایَـٰتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ (لولا) الأولى حرف امتناع لوجود، و(لولا) الثانية أداة طلب، والمعنى أنَّه لولا أن يعتذروا حين يقع عليهم العذاب بعدم مجيء الرسول إليهم، لما أرسلنا إليهم رسولًا؛ لعِلْمِنا السابق بعنادهم وكفرهم، ولكن الله أرادَ أن يُقيمَ عليهم الحُجَّة ولا يترك لهم عذرًا.
﴿لَوۡلَاۤ أُوتِیَ مِثۡلَ مَاۤ أُوتِیَ مُوسَىٰۤۚ﴾ هو قول المشركين، يعتذرون به عن اتِّباع الهَدي المُحمَّدي، كأنَّهم يقولون: لو كان مثل ما جاء به موسى لاتَّبَعناه، وقد كذبوا في هذا؛ لأنهم كفروا بما جاء به موسى أيضًا من التوحيد؛ حيث عبَدُوا أصنامهم من دون الله؛ ولذلك قال: ﴿أَوَلَمۡ یَكۡفُرُواْ بِمَاۤ أُوتِیَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۖ﴾.
﴿قَالُواْ سِحۡرَانِ تَظَـٰهَرَا﴾ سِحْرَانِ تعاوَنَا وصدَّق أحدُهما الآخر، ويقصِدون به: التوراة والقرآن، وهذا تأكيدٌ لكفرِهم بالرسالتَين؛ ولذلك قال: ﴿وَقَالُوۤاْ إِنَّا بِكُلࣲّ كَـٰفِرُونَ﴾.
﴿قُلۡ فَأۡتُواْ بِكِتَـٰبࣲ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمَاۤ﴾ أي: من التوراة والقرآن، وهذا دفعٌ لما اعتذروا به، وتبيينٌ لكذبهم فيه؛ ولذلك قال: ﴿إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ﴾.
﴿وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَیۡرِ هُدࣰى﴾ بيانٌ لأكبر أسباب الغواية والضلال، إنَّه الهوى الذي يُعمِي ويُصم، ويُبعد عن مقتضى العقل والعلم.
﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ فالظالم أبعَدُ ما يكون عن الهداية.
﴿۞ وَلَقَدۡ وَصَّلۡنَا لَهُمُ ٱلۡقَوۡلَ﴾ أرسلنا لهم الرسول الذي يُبلغهم قولنا.
﴿ٱلَّذِینَ ءَاتَیۡنَـٰهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِهِۦ هُم بِهِۦ یُؤۡمِنُونَ﴾ قصد به: الذين أسلموا مِن أهل الكتاب وصدَّقوا برسالة محمد ، فكانوا حجَّةً على غيرهم.
﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبۡلِهِۦ مُسۡلِمِینَ﴾ أي: مُؤمنين بمحمدٍ قبل أن نراه؛ لأنَّه موصوفٌ عندنا في كُتبنا، وكنَّا ننتظِرُ مجيئَه.
﴿أُوْلَــٰۤىِٕكَ یُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَیۡنِ﴾ لأنَّهم آمنوا بالرسالتين: رسالة أنبيائهم السابقين، ورسالة محمدٍ عليه وعلى إخوانه الصلاة والتسليم، ولأنَّهم آمنوا بأنفسهم وكانوا حُجَّةً على غيرهم، وهذا يتطلَّبُ قدرًا كبيرًا من الصبر والتضحية بالجاه والمكانة الدينية في أقوامهم؛ ولذلك قال: ﴿بِمَا صَبَرُواْ﴾ وهو درسٌ لكلِّ صاحب علمٍ أن لا يبيع ما عنده من الحقِّ والعلم بغرضٍ ومتاعٍ زائلٍ.
﴿وَیَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّیِّئَةَ﴾ وهذا نموذجٌ لحلمهم وصبرهم، فكلُّ صاحبِ علمٍ يخالف قومه وما وَرِثُوه من عاداتٍ وخرافاتٍ فإنَّه سيتعرَّض للسوء، وهو هنا مُطالَبٌ بالحلم والعفو؛ لأنَّه في مقام المُصلِح والداعِي إلى الخير.
﴿وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ﴾ صفةٌ أخرى تُبيِّن صِدق هؤلاء في إسلامهم وتديُّنهم، والحديثُ لا زال عن علماء أهل الكتاب الذين آمنوا بمحمَّد .
﴿وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ﴾ وهذه من صفات العلماء أيضًا، حتى لا يختَلِطَ العلمُ باللغوِ، فيحصل ما نراه اليوم مما يمكن تسميته بفوضى المعرفة.
﴿سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُمۡ لَا نَبۡتَغِی ٱلۡجَـٰهِلِینَ﴾ أي: لا نطلبهم ولا نُنازِعُهم فيما هم فيه، بل هم أهلٌ للشفقة مهما بدَوا فيه من التَّرَف والنعيم.
﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِی مَنۡ أَحۡبَبۡتَ﴾ هداية التوفيق وتغيير القلوب، أما هداية التعليم والإرشاد فهذه مضمون الرسالة وغايتها.
﴿وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُۚ﴾ وفقًا لسننه العادلة، فكلُّ مَن طلب الهداية هُدِي، وحاشا لله أن يجبر أحدًا على الضلال.
﴿نُتَخَطَّفۡ مِنۡ أَرۡضِنَاۤۚ﴾ أي: تأخذنا العرب إذا خالفناهم في دينهم، وينهون سلطاننا ووجودنا في مكة.
﴿یُجۡبَىٰۤ إِلَیۡهِ ثَمَرَ ٰ⁠تُ كُلِّ شَیۡءࣲ﴾ لأنه بوادٍ غير ذي زرعٍ، فسخَّر الله من يأتِيه بالثمار والطعام من خارِجِه.